للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزهر فى حلق الذكر والعبادة والفراءة، فحسن حاله وعمل له عدّية (١) ورتّب له جامكية ولحما وعليقا وكسوة وأضحية على ديوان السلطان، والله الأمر يفعل ما يشاء.

وفى هذا اليوم عقد مجلس - حضر فيه قضاة القضاة إلا الحنبلى فلم يحضر - ببيت رئيس الدنيا المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين بسبب تركة قاضى القضاة حسام الدين بن حريز وأولاده وأولاد أخيه وأخيه سراج الدين، وانتهى أمرهم على غير شئ.

يوم الجمعه سابعه بعد الصلاة وصل المبشر من الحجاز المسمى قانصوه الجمالى وهو عريان وليس معه أحد سوى هجّان واحد، وذكر أنهم عرّوه فى أكبرة (٢) ورجعوا به إلى خيبر وأرادوا قتله، فنهضت امرأة وأظهرت أبزازها وحمته منهم وحضر بهذه الحالة، وذكر أن الوقفة كانت الجمعة، موافقة لمصرنا، فله الحمد على ذلك، إنه الولى والمالك.

وفيه بعد صلاة الجمعة توفى بدر الدين محمد الشاب الحسن ولد الشيح العلامة سراج الدين العبادى بعلة عسر البول والخصية، وانقطع ثلاثة أيام ودفن من الغد بالصوفية، وكانت له جنازة حافلة حضرها قضاة القضاة الثلاثة إلا الحنبلى وغالب الأعيان وأجلّهم كالمقر الزينى بن مزهر كاتب الإنشاء الشريف حفظه الله على المسلمين، والمقر الشرفى الأنصارى وغالب فقهاء البلد، وتوجّهوا صحبة والده إلى التربة. وكان شابا جميلا بلا لحية، وفيه أهلية للاشتغال بالعلم، وقرأ عدة كتب فى مذهبه، وخطب بجامع الزاهد وجامع الغمرى، وكثر الأسف عليه وفجع فيه أبوه؛ عوضه الله الجنة.


(١) كلمة غير مقروءة فى الأصل،
(٢) كلمة غير واضحة فى الأصل، ولعلها ما اثبتناه بالمتن، انظر مراصد الاطلاع ٢/ ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>