للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيع أمانة على ما بلغنى وما بقى الدوادار يرضى إلا بأخذ المكان فإنه أعظم القائمين عليه، وسيما الساعين عليه عنده مثل القاضى تاج الدين بن قاضى القضاة سعد الدين الديرى فى قضاء الحنفية بمبلغ ثلاثة آلاف دينار، والملك لله الواحد القهار.

ووقع لى من وجه صحيح أخبرنى به الشيخ العلامة الربانى شيخ الإسلام زكريا الشافعى أبقاه (١) الله تعالى أن الجناب العالى العلائى على بن خاص بك - صهر المقام الشريف نصره الله - أنه ركب إلى جهة القرافة ورآى شخصا أمامه عليه سمت وهيئة جميلة، فصار يحبس لجام الفرس وهو خلفه إذ وافى الرجل رجل عظيم الهيئة جدا فتحادثا، وانصرف الرجل المذكور أعنى الثانى فسأل سيدى على من الأول: «من هو هذا الرجل؟» فقال له: «أنت ما تعرفه؟» ثلاث مرات وهو يقول: «لا» فقال: «هذا عمر بن الفارض، فى كل يوم يصعد من هذا المكان وهو يسعى فى أن الله يكفيه فيمن تكلم فيه»، وذهب الرجل فلم يعرف من أىّ مكان توجه. والله أعلم.

يوم الخميس سادسه رسم السلطان بقطع يد ابراهيم الصيرفى المشهور بابن فريعين (٢) بحضور السلطان، وسبب ذلك أنه سأل السلطان عنه فى الجامكية هل هى مغلقة كاملة؟ فقال: نعم، ثم تلعثم بعد ذلك، وكان السلطان قد ضربه مرارا ضربا مبرحا وأكّد عليه أن لا يطلع بالجامكية من الأستادار إلا كاملة، وآخر الأمر عدم (٣) يمينه وحزن المسلمون عليه حزنا كبيرا، وصار منقطعا بالجامع


(١) المعروف أن الشيخ زكريا الأنصارى مات سنة ٩٢٦ هـ كما جاء فى ابن إياس ٣/ ٢٤١.
(٢) لم ينقط الجوهرى من الكلمة فى الأصل سوى «الفاء» ولكن ضبطت الكلمة من الضوء اللامع ج ١١ ص ٢٦٥ س ٢ - ٣ فقال «بضم - مصغر»، انظر نفس المرجع ج ١ ص ١٧٩ س ١ - ٣.
(٣) أى قطعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>