للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالى السيفى أمير دوادار كبير وما مع ذلك - عظم الله شأنه - فما عنده من يعلمه بهذه الأمور.

وأما السلطان - نصره الله - فقريب لكن من يعلمه؟ والله أسأل أن يهلك الظالمين والساعين عندهم فى أذى المسلمين، وأن يرمى كيدهم فى نحرهم آمين آمين، يا رب العالمين.

يوم الثالث منه ضرب أبو الحجاج (١) نائب القاضى الشافعى ببيت عظيم الدنيا الدوادار الكبير، وسبب ضربه أن شخصا يسمى أبا الحسن [كان] مباشرا بالدولة فى بلدة تسمى دلجا (٢) تأخّر عليه مبلغ كثير، فرسم عليه من بيت الأمير المذكور فهرب، فتكلم قاسم الوزير عند الأمير المذكور أن أبا الحجاج صهره وأنه اختفى عنده، فهجموا دار القاضى فلم يجدوا فيه أحدا فحملوه وحملوا عليه الأمير فحصل ما حصل، والأمر لله.

وفيه ختم على حمام قاضى القضاة الحنفى المحب بن الشحنة المجاور لمنزله من باب عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله على المسلمين، وسبب ذلك أن الحنفى اقترض من شخص من نوابه يسمى محمد بن الدهانة (٣) أربعمائة دينار ورهن عنده الحمام المذكور، ثم اطّلع صاحب الدّين أن الحمام رهنها سابقا عند غيره من التجار وهو من طلبة الشيخ أمين الدين الأقصرائى فشكى حاله لتغرى بردى خازندار الدوادار وله به معرفة بواسطة الشيخ أمين الدين المذكور، فوصّله لأستاذه، فأرسل ضرب رنكه وختم عليها، وذكر ابن الدّهانة أن الحمام المذكورة باعها


(١) لعله يوسف بن فلك الدين الذى ترجم له السخاوى فى الضوء اللامع ج ١١ ص ١٠٣ رقم ٣٠٠.
(٢) ذكرها مراصد الاطلاع ٢/ ٥٣١ باسم دلجة، وقال: بالفتح ثم السكون، قرية بصعيد مصر.
(٣) واسمه عبد القادر بن محمد المحيوى القاهرى الحنفى، انظر الضوء اللامع ٤/ ٧٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>