ووصل الخبر بوفاة برهان الدين الرقى الموقع، وكان فاضلا فى صناعة الإنشاء، له لسان وقلم، غير أنه حصل له صمم وكان [الصمم] سبب تأخره، ورسم السلطان بوظيفته للوزير المعزول شرف الدين يحيى بن صنيعة وفيها من المعلوم ستة آلاف درهم فى كل شهر خارجا عن ذلك.
يوم الأحد ثالث عشريه ركب السلطان من قلعة الجبل فى عدد قليل وتوجّه إلى طرى ورجع إلى طوق البحر على مصر وبولاق والمنية وشبرا، وصعد القلعة من ناحية الصّحراء.
وصنع عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ومشيرها ووزيرها وأستادارها ودوادارها الكبير المقر الأشرف الكريم العالى يشبك من مهدى - مهد الله له الأرض وأدام نعمته عليه - مع الحجاج خيرا كثيرا من الجمال والشقق والسقادف والقمصان والمداسات والمأكل والمشرب ما لا يحصر إلى العقبة ولافوا المنقطعين وغيرهم فحملوهم وكسوهم وأطعموهم فتكاثرت الأدعية له، تقبّلها الله تعالى.
وصنع حفظه الله تعالى على المسلمين فى العسر خيرا كثيرا مع الفقراء وأهل القرافتين وأهل جامع الأزهر والزوايا وغيرهم، حتى بلغنى أن صدقته وصلت إلى أربعة آلاف دينار.
يوم الخميس سابع عشريه وصل سيف المقر الأشرف الكريم العالى الكفيلى السيفى بردبك (١) الفارسى الظاهرى جقمق المشهور بالبجمقدار على يد أحد الحجاب بها، وأخبروا بوفاته فى ثانى عشر المحرم سنة تاريخه، ودفن من الغد.
وكان من قدماء مماليك الظاهر جقمق، وأمّر قبل الظاهرية الموجودين،
(١) لم ترد فى ترجمته بالضوء اللامع ٣/ ٢٤ كلمة «الفارسى»، أما بالنسبة لموته فقد تردد السخاوى بين شهرى المحرم وصفر.