للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ومشيرها وأستادارها ودوادارها الكبير - حفظه الله على المسلمين - على عيسى بن بقر أحد مشايخ العربان ورسم بسلخه، فبلغ السلطان ذلك، فأرسل المقر الزينى أبا بكر بن عبد الباسط يشفع فيه ويطالبه بعشرة آلاف دينار، فوجده قد سلخ من رأسه قطعة فقال: «أنا أوزن» فأمهلوه حتى يوزن.

ووصل الخبر من حماة أن القاصد الذى توجه من عند مولانا السلطان - نصره الله - ليولى خير بك القصر وهى نائب حماة نقلا من صفد وجده باللاذقية، فقرأ عليه المرسوم وهو يتعاطى السكر فشرق فمات، فقلت ﴿حَتّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ (١) فقطع دابر القوم الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين.

وبلغنى أن السلطان - نصره الله - ندم على عزل بلاط، وقيل إنه يستقر على عادته.

ورسم السلطان بموجود بنت خوند شقرا للمقر الأشرف الكريم العالى السيفى يشبك من مهدى الدوادار الكبير حفظه الله وما أدرى ما سبب ذلك.

ووصل الخبر بوفاة سنقر (٢) قرق شبق الأشرفى برسباى الذى كان زردكاشا فى دولة الأشرف إينال وكان شديد الظلم على الخلق سيما لما عمر الأشرف المراكب لغزو قبرص، فخرب غيطان المسلمين وآذى خلق الله تعالى بسبب ما يرميه عليهم من تعلق الزردخاناه، وقد قدمنا ما اتفق له من حروبه وحبسه ونفيه والقبض


(١) سورة الأنعام ٤٤:٦.
(٢) صحح هذا الاسم على رسمه الوارد فى ابن إياس، شرحه، ص ٤٠ وقد ورد فى نفس المرجع ص ٦٦ خبر شدته حين عينه إينال شادا على مراكب تجريدة قبرص عام ٨٦٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>