للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس إنكارهم تولية عبد البر القضاء ولا عزلهم لابنه بعد هذا لجهلهم ولا لسقاطهم إلا لمشيه القبيح ولتعاظمه ودعواه العريضة وما أحسن من قال: «قيراط حظ أحسن من قنطار حظ» ولعمرى أن عبد البر أفضل من الذى يسعى فى قضاء الشرقية كائنا من كان.

يوم الاثنين سابعه ركب السلطان من قلعة الجبل فى أمرائه المقدمين والطبلخانات والعشرات والخاصكية والمماليك السلطانية المشترى (١) وغيرهم ومقدم المماليك، ونائبه تأخر بالقلعة، والأمير جانبك من ططخ الفقيه تأخر بالاصطبل، والزمام ونائبه بالقلعة، ولم يتأخر بالقاهرة من المماليك إلا من لا عمدة عليه، وتوجه [السلطان] إلى الخانكاه فأقام بها ثم ارتحل منها بعد أن قدم له من الأبقار المعاليف والأغنام العظيمة والدجاج والأوز والسكر والفاكهة والحلوى شئ كثير من مباشريه وأرباب دولته، وأعظمهم فضلا وقدرا وخير وخبرا كاتب سره ابن مزهر الأنصارى حفظه الله على المسلمين، وانتقلوا من الخانكاه إلى العكرشة (٢).

وركب السلطان - نصره الله فى ليلة الخميس المصبحة عن عاشره على الهجن وتوجه معه عدة من الأمراء مجموع ما معهم خمسون هجينا، وأمر بقية العسكر بإقامتهم إلى أن يعود، واختلفت الأقاويل فى توجهه فمن قائل إنه توجه إلى القدس، ومن قائل إنه توجه إلى مكان قطع الفرنج فيه الطريق على المسلمين، وقيل غير ذلك، والله العليم والمالك.


(١) يقصد بذلك المماليك المشتروات، راجع عنهم Ayalon:Structure of the MaMluk Army .
(٢) وتقع بالقرب من سرياقوس، راجع ابن دقماق: كتاب الانتصار ٥/ ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>