للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورجع المقر الكمالى ناظر الجيش بسبب توعك اعتراه وكان يعترى والده وهو الربو.

وأخبروا أن السلطان توجه - كما تقدم ذكره - ولم يتوجه قاضى القضاة الشافعى للسلطان ليصلى به الجمعة ولا طلبه السلطان، ومع حضور المقر الزينى ابن مزهر كاتب السر حفظه الله تعالى [فإنه] ما يحتاج إلى خطيب، وكل ما فى هذه الدولة وحكامها فى غاية الحسن والضخامة والمهابة لولا تعرض بعض حكام الشوكة لحكام الشريعة، فلا قوة إلا بالله، واستمر السلطان إلى يوم الخميس تاسع عشره فصعد القلعة من الصحراء ولم يدخل من البلد مع أن أهل البلد تجمعوا الرؤيته.

ووصل الخبر بوفاة الأمير جكم (١) الأشرفى برسباى خال الملك العزيز نائب صفد. وكان ضخما شجاعا أكولا، ولم يقاس شدة فى شدائد الأشرفية برسباى فإنه كان ساكنا ساكتا صابرا على الأذى عاقلا، غير أن الظاهر خشقدم - لما ولى السلطنة - جهزه إلى الوجه القبلى فأقام به مدة ورجع، وكان صحبته عدة من الأشرفية، وكان عديم الشر ملازما لداره إلى أن عيّنه الظاهرى المذكور لنيابة صفد فدام بها إلى أن وصل الخبر بوفاته فى هذه الأيام، وعين نائب غزة الذى هو الأمير أرغون شاه الأشرفى برسباى لنيابة صفد، وسأل الأمير جكم (٢) قرا أمير آخور الجمال - وهو أمير طبلخاناه - أن يستقر فى ذلك والأمر موقوف على ما ترسم به الآراء الشريفة.

وفى (٣) الحادى والعشرين منه طلب القاضى تاج الدين الأخميمى (٤) من بيت


(١) كان توليه نيابة صفد فى ربيع الأول ٨٧٠ هـ، انظر النجوم الزاهرة ٥/ ٧٣٦.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٢٩١.
(٣) العبارة من هنا حتى ص ٢٣٩ س ١٠ واردة فى هامش المخطوطة.
(٤) السخاوى: شرحه، ٦/ ٨٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>