للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى القلعة وكلّم الأمير آخور بكلام مزعج فيه نوع إساءة، ففعل به ما ذكرناه، ولم ينتطح فيها عنزان والقتل ما يهدى، وآخر الأمر الرضى، وكل مفعول مضى، وهذه الحادثة من أقبح ما يكون فى حق الفقهاء، فلا قوة إلا بالله، اللهم انتصر له.

وفى التاسع والعشرين منه وصل الشريف علاء الدين الكردى - صاحب السلطان الذى استقر ناظر الأشراف - وله مدة مسافر فى شغل السلطان بالبلاد الحلبية والشامية، وصعد لخدمة السلطان فى يوم تاريخه، وخلع عليه كاملية مخمل أحمر بسمور، وهرع الناس للسلام عليه، وسكن فى بيت صاحبنا المرحوم الجمالى يوسف بن الأتابكى تغرى بردى المؤرخ وفرشوا له البيت بسطا ومقاعد ودككا وأمثال ذلك.

يوم السبت سابع عشريه وصل الخبر للسلطان أن نائب سيس خرج منها ليسير فغلقوا عليه القلعة والمدينة وعصوا عليه، وأرسلوا إلى شاه سوار بالأمن والأمان فملكها، فحصل بذلك نكد زائد عند السلطان وغيره من المسلمين، فلا قوة إلا بالله تعالى.

يوم الأحد ثامن عشريه عين السلطان - نصره الله - المقر الأشرف العالى السيفى أزبك أمير كبير لمساحة البحيرة، وتوجه فى خدمته شرف الدين (١) موسى بن كاتب غريب للمساحة والقبض؛ وغير ذلك أن البالسى (٢) مباشر المدرسة الظاهرية برقوق - الذى كان تعصب قبل هذه الأيام على عز الدين بن بهاء الدين شفتر البلقينى عند الأمير جانبك من ططخ الفقيه حتى ضرب - أقاموا عليه


(١) راجع السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ٨١٠.
(٢) لعل هو أحمد بن محمد بن محمد بن محمود الذى ترجم له السخاوى فى الضوء اللامع / ٥٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>