للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشكو منه (١) للسلطان، فأرسل السلطان إلى نائب الاسكندرية يأمره بالحضور إليه (٢) وتقبيل يديه ورجليه، ورسم [للمنصور] بالتوجه إلى دمياط وغيرها، هذا ما يلغنى، والله أعلم.

ورسم السلطان بعمل حساب المكين بن الكويز مع عبد الله بن المقصى ناظر الخاص، ورسم لرئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله أن يحضر حسابهما، مع أن السلطان رقّ له ولحاله ورأف عليه ووعده بكل خير، فنصره الله.

*** وفى هذه الأيام أشيع سفر مولانا السلطان إلى الفيوم وغيرها من البلاد كما فعل فى السنة الماضية، وكان تقدّم قبل هذا أن السلطان لما توجه إلى العكرشة قبل تاريخه، ولعب مع المقر الأشرف الأتابكى فغلب بالنّشاب فى رهن عليه بألف دينار فاشترى منها مائة معلوف بستمائة دينار، ومائة خروف بدارى، وسكرا ودجاجا وأوزا وفاكهة وحلوى وما أشبه ذلك، واتفقوا على أن يتوجهوا إلى القناطر العشرة ويقيموا بها أياما يأكلون ويشربون ويتنزّهون.

فلما كان يوم الاثنين ثامنه - وقت الأذان - ركب السلطان من قلعة الجبل فى موكب ضخم من مماليكه وأمرائه الصغار، خلا المقدمين فإنهم سبقوه ما خلا من تأخر بالقاهرة مثل أمير آخور كبير وتغرى (٣) بردى ططر ومن سنذكرهم من الأمراء لما توجه السلطان إلى العكرشا، وتوجهوا إلى بر الجيزية وعدّى من مصر وتوجه إلى القناطر العشرة فأقام بها إلى يوم الأحد رابع عشره


(١) الضمير هنا عائد على النائب.
(٢) الضمير هنا عائد على المنصور عثمان بن جقمق.
(٣) انظر الضوء اللامع ٣/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>