للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وركب والخدم باق، ولاقاه شخص من الكشاف من جماعة الدوادار الكبير يسمى «صحصاح» وعمل له مدة عظيمة وأضافه عنده.

واتفق أن السلطان قبل رحيله من القناطر العشرة توجه مشيا بزربول (١) فى رجليه حتى وصل إلى الأهرام ورجع إلى الوطاق. ما هذا إلا شجاع قوى القلب متوكل على الله. واتفق أنه أوّل ما وصل إلى القناطر العشرة ما أعجبته المنزلة.

واتفق فى هذه الأيام أن جماعة بباب اللوق أكلوا كنافة وكانوا نحو سبعة أنفس فمات منهم خمسة أنفس، والاثنان [الباقيان] فى السياق، وفى آخر الأمر أن الملك المنصور توجه لدمياط وهو يصطاد ودخل المحلة وغيرها من القرى، فلله فى هذا السلطان ما أعظم شجاعته عمن تقدمه من السلاطين أنه أطلق للملوك مثل ما أطلق لهم هذا الملك. والله ما له نظير فى جميع أفعاله وأقواله.

وحضر فى هذه الأيام شخص تركمانى قاصد من عند شاه سوار هكذا ادّعى، يسأل فى الصلح فرسم بسجنه فسجن ثم تبين أن كلام التركمانى غير صحيح.

وتوجه السلطان - كما ذكرنا - إلى الفيوم وعمل له بها مدة عظيمة من الحلوى والخرفان المشوية والشموع للوقود، ورجع إلى القاهرة فدخلها يوم الاثنين ثانى عشريه آخر النهار، فكانت غيبته عن القاهرة خمسة عشر يوما.

ووصل الخبر من حلب أن نائبها ضرب نائب القلعة بغدارة (٢) وقيل بطبر عدة ضربات أثخن بها جراحه منها، فكلمه الحاجب فى ذلك فضرب الحاجب أيضا، وأشرف نائب القلعة على التلف.

وورد من المحلة شخص وادّعى عليه أنه زنديق فرسم السلطان بدفعه


(١) الزربول ما يلبس فى الرجل، وهو كلمة عامية مبتذلة، والعامة تبدل اللام نونا انظر شفاء الغليل فيما بكلام العرب من الدحيل. (أحمد الخفاجى ظ. القاهرة ١٣٢٥)
(٢) عرف دوزى Op.cit.II.p .٢٠٢ الغدارة بأنها عند المولدين قطعة من السلاح صغيرة لأخذ العدو غدرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>