للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوزارة ورسم عليه ترسيما شنيعا. وتوجه رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله إلى بيت الأمير الدوادار المذكور بسببه فلم يجده، وانتظره إلى نصف الليل ثم اجتمع به وما وافق على إطلاقه.

وقيل إنّ ابن منقورة (١) وأخاه اللذين استلمهما المقر الأشرف الصاحبى الأمينى - وكانا فى خدمته - وكان كما قيل يصادرهما ويضربهما ويفعل بهما الأهوال - وابن البحلاق (٢) الذى كان مقدم الدولة رافعوه لعظيم الدنيا المذكور، ويرومان وظيفة الوزر لنفسيهما، فتذكرت قول من قال:

لقد هزلت حتى بدى من هزالها … كلاها وحتىّ استامها كلّ مفلس

وقد كثر ركوب السلطان أياما ولم أذكر ذلك ولا كتبته لكثرته.

وفيه خرج شاهين الجمالى (٣) يوسف بن كاتب جكم شادّ بندر جدّة إليها وصحبته عدة من المماليك الإينالية وغيرهم فرارا من تعيينهم لشاه سوار.

ووصل قبل تاريخه بأيام بنت خوند شقرا جهة المرحوم الكفيلى بردبك نائب الشام وصالحت السلطان على مال قيل إنّ جملته عشرون ألف دينار.

يوم الجمعة ثالثه أطلق النداء بالقاهرة حسب المرسوم الشريف أن المماليك السلطانية يصعدون غد تاريخه للعرض بسبب السفر لقتال شاه سوار، والله يفعل ما يريد ويختار.

يوم السبت رابعه كان العرض، فعرض السلطان خمسة أطباق، واستمرت


(١) إبنا منقورة هما عبد اللطيف ويعقوب القبطيان كما يستفاد من الضوء اللامع ٤/ ٩٤٣، ١٠/ ١١٢٤، هذا وقد ذكر السخاوى فى موضع آخر، شرحه ٤/ ٩٨ أن عبد الباسط ابن يعقوب بن منقورة كان فى كرب بسبب بقاء أمه على نصرانيتها.
(٢) القاف فقط هى المنقوطة فى الأصل.
(٣) يعنى بذلك الجمالى يوسف بن كاتب جكم، انظر الضوء اللامع ٣/ ١١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>