للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخدمة بالقصر من قلعة الجبل بطالة لأجل العرض، واستمر العرض إلى يوم الاربعاء ثامنه، وجهّز السلطان للأمير برسباى قرا الظاهرى أحد مقدمى الألوف النفقة، وهى أربعة آلاف دينار ليسبق العسكر ومعه عدة من الأمراء العشرات.

وتقدم قبل هذا بثلاثة أيام أن امرأة شكت قاضى القضاة المحيى الحنفى ابن الشحنة بسبب دين لزوجها عليه، وتوفى زوجها. فدفعها السلطان لتعمل مصلحتها صحبة الأمير ناصر الدين بن أبى الفرج (١) نقيب الجيوش المنصورة، فاعتذر (٢) أن بلادهم وتعلقاتهم التى بحلب لم يصل إليهم منها شئ (٣)، وحلف أنه ما يملك دينارا ذهبا ولا فضة.

وأطلق الوزير قاسم بن غريب بعد أن وزن جملة من المال، وإلى الله المرجع والمآل. مع أن ابن غريب - لما سفّر إلى البحيرة - جهد أن يسدّد الوزر إلى آخر شهر شعبان. واستمر قاسم ببيته بطالا ليقوم بما تأخر عليه مما قيل إنه فى جهته من الأموال السلطانية، هذا مع مساعدة عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله حتى أطلقه، وسلمه له وأخذه وأنزله بجانبه فى بيت ابن رمضان، فأقام أياما ثم هرب فى ليلة الاثنين ثالث عشر شهر تاريخه ولم يعرف له مكان، وإنما هو موصوف بقلّة والدين وعدم الأصالة والحشمة، فإن إنسانا - حفظه الله - خلّصه من الفتك وضمنه فما يجازيه (٤) أن يهرب ولا يقوم بشئ مما ضمنه فيه، فكثرت أدعية الفقراء والصلحاء للمقر الأشرف الزينى ابن مزهر


(١) راجع عنه السخاوى فى الضوء اللامع ٨/ ٧٠.
(٢) يعنى بذلك ابن الشحنة.
(٣) فوق هذه الكلمة إشارة لإضافة فى الهامش، غير أن ما ورد بالهامش داخل ضمن أحداث رجب.
(٤) فى الأصل «بحارفه إلا» والأرجح ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>