للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظه الله برد قاسم ليخلص من ضمانه عظيم الدنيا الدوادار الكبير.

وانتهى عرض السلطان للمماليك السلطانية بعد أن غضب فى أثنائه ممن عيّنه من الأمراء للتوجه إلى سوار وصاروا يتمنعون ويتعللون، فبطّل السلطان العرض وقال: «أنا أسافر بنفسى». ثم عرض بعد ذلك، وكانوا أشاعوا أن الجاليش يغلق فى يوم تاريخه الذى هو الرابع عشر من شعبان.

ومما ينبغى أن يسطر ويدوّن وينشر ويذكر فى صحائف مولانا السلطان المالك الملك الأشرف أبى النصر قايتباى - عز نصره - أنه أول ما تولى المملكة - وكان فى غاية الاضطرار لأجل النفقات وتجهيزها - فأوحى (١) إليه الوسطاء أن يأخذ من جماعة مالا وعينوهم، فأخذ منهم. ثم علم بعد ذلك أن هذا لا يجوز، فوعدهم بدفع ما أخذه منهم.

فلما كان فى الثالث عشر من شعبان هذا طلب السلطان الأمير فارس المحمدى الركنى [فيروز] (٢) الوزير ودفع له ألف دينار وخمسمائة دينار وأربعين دينارا، ودفع للشهابى أحمد بن الأمير أسنبغا (٣) الطيارى وأعطاه ألف دينار، وأعطى ابن فارس السيفى ألف دينار، وهذا أمر عظيم.

ووصل كتاب من مكة المشرفة برابع عشرى رجب سنة تاريخه أن السلطان أرسل إلى مكة سنقر الجمالى (٤) ناظر الخواص الشريفة وأمره بحفر العين الواصلة إلى جبل عرفات، فحفرت حتى وصل الماء وملأ منها بركتين وحصل بها نفع عظيم، وعمّر مسجد «الخيف» وعمر مسجد نمرة، وكم مضى من الملوك


(١) فى الأصل «فأوحوا إليه الوسايط».
(٢) الإضافة من الضوء اللامع ٦/ ٥٤٤.
(٣) راجع الضوء اللامع ٢/ ٩٨٤.
(٤) شرحه، ٣/ ١٠٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>