للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السالفة ولم يلهموا لفعل هذا الصنيع الحسن، حتى إن العين المذكورة لها - من حين حفرها جوبان (١) - نحو مائة سنة وهى داثرة، فأحياها مولانا السلطان نصره الله.

وفى يوم الاثنين - العشرين منه - استأذن رئيس الدنيا المقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى حفظه الله فى السفر إلى مكة والمجاورة بها فأذن له بعد أمور وعدة سؤالات، ومن جملة من سأل له الأتابك أزبك والأمير الدوادار الكبير، وسرّ بذلك سرورا عظيما فقال أصحابه وأحبابه وجماعته - وأنا منهم - «حج فى أهل هذه البلدة بإقامتك فيها لنفعك العام للمسلمين»، فلم يقبل ذلك.

وفى يوم الثلاثاء الحادى والعشرين منه ضرب زين الدين عبد الرحمن بن تقى الدين - قريب فرج ابن النحال (٢) الذى كان والده عمل ناظر الدولة - بالمقارع وحبس بالمقشرة، والسبب فى ذلك أن المذكور سافر إلى البلاد الشامية وزوّر مراسيم شريفة، وخلع على جماعة، وأمر بعزل جماعة، وكان رفيقه فى الطريق السيد الشريف علاء الدين الكردى - ناظر الخانكاه - الذى هو من جهة السلطان، فبلغ السلطان ذلك ففعل ما ذكر، ولولا مساعدة الأمير تنبك الدوادار الثانى حفظه الله ما حصل له خير، فإن المذكور سيرته قبيحة، وسيما قبض عليه أنه سرق سرجا مفضضا ببيت الولى وخلصوه منه بعد بذل مال.

وقبل هذا بيوم سمّر اثنان من البزادرة (٣) ووسطا بقنطرة (٤) الحاجب


(١) هو جوبان النوين الكبير، راجع ابن حجر: الدرر الكامنة ١/ ١٤٦٣.
(٢) ويعرف بابن ماجد، انظر الضوء اللامع ٦/ ٥٧٠.
(٣) البازدار - وجمعه البزادرة - هو الذى يحمل الباز، راجع الجواليقى: المعرب من الألفاظ ص ٧٨ حاشية رقم ٦.
(٤) جاء فى خطط المقريزى ٢/ ١٥٠ فى تعريفها إنها على الخليج الناصرى ويمر الناس -

<<  <  ج: ص:  >  >>