للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان له سطوة وعنده جرأة وإقدام فى الجلوس والركوب وحضور المجالس.

اتفق لما كانت وفاة سيّدنا الشيخ كمال الدين بن الهمام الحنفى (١) تقدم الشرفى يحيى (٢) المناوى للصلاة عليه بحضور السلطان فجذبه من بين كتفيه وقال له:

«نحن أحق بالصلاة على أهل مذهبنا»، وقدم الشيخ سعد الدين الديرى للصلاة عليه.

وكان يفتى لكن فى آخر عمره ترك، ولم يترك الاشتغال فى الفقه وأصوله وكان محبا لبيت القاضى محب الدين بن الشحنة، وهو الذى كان سببا لمصاهرة بنتهم بابن الأمير يشبك الفقيه الدوادار، وخلف بنتا كبيرة وزوجة وحصل على القاضى محب الدين بن الشحنة وعلى ولده السروى عبد البر ومن حضر معهما من النواب والشهود من البهدلة مالا يوصف بسبب أنهم كتبوا عليه نزولا (٣) بعدة وظائف ونسبوا إلى التزوير. انتهى.

واستمر هذا الشهر بلا خدمة فى القصر.

وفى يوم الاثنين سابع عشريه كان عرس المقام الأشرف الكريم العالى تنبك (٤) قرا الدوادار الثانى الإينالى على بنت (٥) بنت السلطان السعيد الشهيد الملك الأشرف إينال من بردبك الدوادار الثانى، وعمل مدة عظيمة للأمراء والأكابر والأعيان. وركب وفى خدمته عدة من الأمراء الظاهرية والإينالية، كالأمير إينال حبيب والأمير أزدمر الظاهرى والأمير قانصوه الأحمدى الإينالى الشهير بالخسيف، والأمير دولات باى سلاق وغيرهم من الأمراء والخاصكية.


(١) السخاوى: الضوء اللامع ٨/ ٣٠٠.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٣٣.
(٣) أى «تنازلا».
(٤) السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ١٧٧.
(٥) واسمها أباس كما جاء فى السخاوى، شرحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>