للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالى السيفى يشبك من سلمان شاه الفقيه (١) المؤيدى، أحسن الله خلاصه فإنه كان شيخا (٢) له ومقيما عنده فى غالب أيامه كثير الإحسان إليه، وقرأ عليه عدة كتب فى الفقة منها «الهداية» و «الكنز»، واشتغل قديما، وقرأ على عدة من الشيوخ منهم القاضى محب الدين بن الشحنة قاضى حلب والد شيخنا قاضى القضاة محب الدين الحنفى قاضى مصر، وولى القضاء عن الزينى التفهنى (٣) وبعده عن البدر العينى، وعن الشيخ سعد الدين ابن الديرى (٤) وكان يجهز إلى البلاد الحلبية والشامية ليحكم بقتل بعض المفسدين فيفعل، وتوجه مرة وحكم أيضا بقتل جماعة بقنطرة الحاجب أن يغزوا بالرماح ففعل بهم ذلك.

وامتحن مرة بسبب واقعته مع تغرى برمش الزردكاش فى أيام الظاهر جقمق ورسم بحبسه، وكان المدعى عليه سيدى أحمد بن أزدمر، ثم رسم أن يتوجه به إلى بيت قاضى القضاة بدر الدين البغدادى الحنبلى ليدعى عليه بين يديه، فادعى عليه أنه قال: «ما ثم بعث ولا نشور، ولا حياة» وما أشبه ذلك، فصعد الشيخ أمين الدين الأقصرائى والقاضى بدر الدين الحنبلى البغدادى للسلطان وسألاه فيه وتلطفا به فأطلق، واتفق له فى هذه المدرسة التى مات بها وهو شاب أن بعض البوابين بها كان بينه وبينه خصومة فقبض عليه على ما ادعى وفى داخل ثوبه كراز (٥) نبيذ فكسره، وتوجه به للبدر العينى وأخبره أن البواب فعل هذا من عند نفسه ونسبه إليه، فقام البدر العينى معه وساعده وطلب البواب وأدّبه. واتفق بعد ذلك بأيام عقد مجلس بين الشيخ بدر الدين العينى المذكور وبين شخص فى مسألة، فصار صاحب الترجمة عليه وحصل له منه قهر شديد.


(١) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٧٦.
(٢) فى الأصل «شيخله».
(٣) السخاوى، شرحه، ٤/ ٢٨٥.
(٤) هذا نسبة إلى مكان بمردا من جبل نابلس أو الدير الذى بحارة المرداويين من بيت المقدس انظر فى ذلك الضوء اللامع ٣/ ٩٣٩، ١١ ص ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٥) انظر فى تعريفه Dozy:op.cit.II،٤٥٥.Freytag:Gl.Esp .،٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>