للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيظ السلطان والترسيم على نوابه والشهود، أرسلا إلى السلطان النزولات صحبة المقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله، وطلع المقر الزينى ابن مزهر المذكور حفظه الله يوم الأحد القلعة مع أن عادته الراحة فيه، فتعجب السلطان وصار يقول له: «لا تدخل نفسك فى هذه القضية»، فأجابه حفظه الله تعالى: «أنت أمرتنى بذلك لأنك جعلتنى كاتب السر، وكاتب السر يتكلم فى هذا وفى غيره»، فجزاه الله خيرا عن المسلمين.

وامتلأت القاهرة بصرف (١) قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة من وظيفة القضاء وأن البرهان الكركى يستقر فيها، ثم بطل ذلك. لكن قالوا:

إن السلطان - نصره الله - أرسل إلى الشيخ أمين الدين الأقصرائى ينظر له قاضيا يوليه، فذكر له شيخ الظاهرية (٢) الشيخ عضد الدين السيرامى (٣) والشيخ شمس الدين الأمشاطى (٤)، وقيل إن السلطان ذكر الشيخ محيى الدين الكافيجى فنسبوه إلى السذاجة وعدم العرفان بالمصطلح، وما عساهم يفعلون ويأبى الله إلا ما أراد. وفى الواقع فقضاة الشرع لوعظموا أوامر الله وحقوقه لعظمهم، ولكنهم خافوا على وظائفهم فأهانوا أنفسهم، والأمر إلى الله.

*** وتوفى الشيخ بدر الدين بن عبيد الله الأردبيلى الحنفى بمدرسة أم السلطان، وله من العمر إحدى وثمانون سنة تخمينا، وكان فقيها فاضلا له قدرة على الاشتغال والمطالعة سيما مع الأتراك فإنه عرف بهم وسيما صحبته للمقر الأشرف


(١) فى الاصل «يتصرف».
(٢) يقصد بذلك جامع السلطان برقوق.
(٣) بكسر أو له سينا أو صادا على السواء، انظر السيوطى: نظم العقيان، ص ١٢٧.
(٤) السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ١٠٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>