للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبأيديهم العصى والخشب، وقرر معهم إذا مروا عليهم فيضربونهم وينكلون بهم؛ فبلغ ذلك رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف عظم الله شأنه [فأرسل] إليهم بدواداره بركات فأطلقوهم، وتكاثرت الأدعية له - حفظه الله تعالى على المسلمين.

ثم فى يوم السبت ثالثه أصبح البقاعى على ما أمسى وشكى خصومه لبيت الأمير تمر حاجب الحجاب وأعلمه بما أراد، فاجتمع الجم الغفير والخلائق أفواجا، وحضر من العلماء والفضلاء جماعات منهم الشيخ بدر الدين بن القطان (١) والشيخ تاج الدين بن شرف والشيخ الخطيب الوزيرى (٢) وبرزوا للبقاعى وطلبوه، فحضر بين يدى الأمير المذكور وأراد الطلوع من المقعد فما مكنه خصومه ووقف من تحت المقعد، وجلس المشايخ المذكورون وادعى على جماعة فيهم شخص شريف حضروا إليه إلى مسجده ليقتلوه بطبر، فقال له الشيخ بدر الدّين ابن القطان: «لا تقل مسجدى فإن المساجد لله»، وترضوا عن الشيخ عمر بن الفارض ولعنوا وكفروا من يكفره وحصل له بهدلة ما توصف، وانفصلوا على غير طائل، ولم يحصل للبقاعى مقصوده ولا غرضه فإنه مخمول سيما أنه يتعرض لجناب سيدى الأستاذ العارف بالله عمر بن الفارض .

يوم الاربعاء سابعه صعد قضاة القضاة لقراءة البخارى على العادة فى كل سنة بالقصر السلطانى من قلعة الجبل، ولم يحضر إليهم السلطان، وهذا جريا على العادة فإنه من حين قرئ البخارى وإلى تاريخه ما حضر مجلسهم.

وفيه توفى الشيخ شهاب (٣)، الدين أحمد بن محمد بن على شاعر الوقت


(١) السخاوى: شرحه، ٩/ ٦٠٠.
(٢) السخاوى: شرحه، ٥/ ٤٠٣.
(٣) السخاوى: شرحه، ٢/ ٤١٦، السيوطى: نظم العقيان، ص ٦٣ - ٦٤، الحنبلى:
شذرات الذهب ٣/ ٣١٩ هذا وسبكرر المؤلف ترجمته مرة أخرى بما يقرب من هذه فيمن مات فى هذه السنة، ورقة ١١٥ ا - ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>