للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا [أن] القاضى كريم الدين بن جلود - كاتب المماليك - ركب فى الليل وتوجه إلى بيت الأمير تمر الحاجب المذكور حتى خلصه ما خلص، وكان الكلام فيه كثيرا (١)، وسبب ضربه أنه شكى شخصا من مباشرى الأمير تمر المذكور بسبب وظيفة أخذها من وظائفه لما نكب بعد الدولة الظاهرية خشقدم، واتفق أن المجلس الشهابى أحمد بن العينى طلب لبيت الأمير تمر المذكور بسبب دعوى عليه لشخص من التجار فحضر وصالح غريمه وتوجه لحاله، وخروف هذا طلب فامتنع مرارا، ثم إنه اجتاز بباب الأمير المذكور وهو راكب فى خدمة رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف فتعرض له ابن أزبك رأس نوبة الأمير المذكور فاحتمى بالمقر الأشرف المذكور، فحماه. ثم إن ابن أزبك تسلمه من المقر المذكور وضمنه ودخل به للأمير فهدده ووبخه بأنواع من اللفظ القبيح فإن بينه وبينه خصومة من دولة خشقدم وهو والى القاهرة، فتدخل عليه المجلس الشهابى ابن العينى بسببه فسكت الأمير لأجله، ثم إن ابن العينى لما أراد التوجه لبيته سأل الأمير فى إطلاقه فدخلوا به ليشاوروا عليه، فوقع بينه وبين القاضى نور الدين البلبيسى (٢) منازعة ومشاجرة، فبادر خروف وأساء إليه إساءة مفرطة وجعله جاهلا وأنه لا يعرف شيئا من مذهب الشافعى وصار يسأله عن أشياء وذلك بحضور القاضى نور الدين (٣) الصوفى الحنفى، فثاروا عليه وأغروا الأمير على ضربه، فإنه أخذ مجلس الصوفى الذى يحكم فيه بجامع (٤) الصالح واستقر فيه قاضيا فى ولاية البرهان الديرى (٥)، وآخر الأمر رسم بضربه كما قدمنا.


(١) فى الأصل «كثير».
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٥/ ١٠١٠.
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٥/ ٩٤١.
(٤) نسبة إلى الصالح بن رزيك وزير الخليفة الفاطمى الفائز، وهو آخر مسجد بناه الفاطميون.
(٥) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ج ١ ص ١٥٠ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>