للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونور الدين على بن أبى اليمن فى قضاء المالكية.

وفى يوم الخميس العشرين من شوال سافر القاضى سرى الدين عبد البر ابن قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة إلى حلب لمصالح والده وصحبته عدة من المماليك والغلمان والخدم على أحسن هيئة ونظام كهيئة سفر قاضى قضاة الشام أو مباشر عظيم بمصر، فإن صحبته طشطخاناه وشراب خاناه وركنخاناه وسواسا وغلمانا وأتباعا ومماليكا، وأرسل والده (١) صحبته أمينا عليه وحافظا له وشاهدا لأفعاله الشيخ عز الدين الفيومى (٢) الشافعى أخا شريف، وتألم والده قاضى القضاة لسفره ألما عظيما، بحيث أنى ما رأيت أحدا فى هذا العصر يحب ولده كحب قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة لولده عبد البر المذكور، وهو معذور فإنه من أذكياء العالم ونادرة فى شبان هذا العصر، لكنه ما سلم من الترفع على الناس والدعوى العريضة وعشرته لمن يأكلون ما يحضره إليهم ويثنون عليه بالسوء، وسترى ما ينتج من سفرته هذه.

وفى هذه الأيام أطلق الزينى عبد الرحمن بن الكويز (٣) من سجنه بالقاعة التى بين السورين بعد إهانة زائدة وذل كبير وبهدلة وحرفشة، ولعله ما بقى يصعد له - بعد هذه المحنة - أمر.

وضرب تقى الدين [أبو بكر بن على] الطيورى الحلبى الملقب «خروف (٤) المضحك» الفاسق ببيت الأمير تمر من محمود شاه حاجب الحجاب علقتين أو أكثر، إحداها على مقاعده والأخرى على رجليه والأخرى على سيقانه،


(١) فى الأصل «ولده».
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٥٤٨.
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٢٢٢.
(٤) السخاوى: الضوء اللامع ١١/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>