للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناظر الجوالى وما مع ذلك خلعة السفر بسبب توجهه إلى البلاد الشامية لأشغال السلطان ولتعلقات أوقاف والده، وخرج فى هوتك هائل وغلمان ومماليك وعبيد، والحكم لله يفعل ما يريد.

يوم الثلاثاء ثانيه لعب السلطان الكرة على العادة فتقنطر بالجواد ووقع عن ظهره وسقط شاشه عن رأسه ولم يلتفت لذلك ونهض وركب الجواد وساقه سوقا عظيما، هذا بعد أن انقلب الحوش السلطانى ونزل جميع الأمراء عن خيولهم وبادروا لحمل السلطان ولم يحصل له أدنى شدة ولا تشويش غير أنه احتد وتسودن.

وفيه ولد للمقر الأشرف الكريم العالى السيفى عظيم الدنيا وصاحب حلها وعقدها ووزيرها وأستادراها ودوادارها الكبير وما مع ذلك - شيّد الله به الممالك - ولد، فسرّ به السلطان وخلع على الذى بشره به كاملية سمور بمقلب سمور وقيل متمرا، وأنعم له بعشرين دينار ورسم للمولود بإقطاع وجامكية وغير ذلك وسمى «منصورا»، وعملت له الزلابية من حلوى ثلاثة أيام مع الأسمطة، وقدم له الأكابر من كل صنف، وجهزوا ساعيا بالبشارة لوالده وقاصدا آخر لجده لأمه: الملك المؤيد أحمد بن الملك الأشرفى إينال بالإسكندرية، وهرع الخوندات والستات والرؤساء والمباشرون للسلام (١) عليها والتقدمة لها، وصنعوا لها المدات والأسمطة من فاخر المآكل والمشارب وأمثال ذلك.

يوم الأربعاء ثالثه توجه الشيخ شمس الدين السخاوى (٢) ليدرّس بالكاملية (٣) فى الحديث عوضا عن الشيخ كمال الدين بن إمام الكاملية بحكم وفاته بدرب


(١) فى الأصل «السلامة».
(٢) هو صاحب الضوء اللامع المستعمل كتابه كثيرا فى هذه الحواشى.
(٣) تقع هذه المدرسة بخط بين القصرين بالقاهرة وقد أنشأها الكامل محمد بن العادل أبى بكر ابن أيوب سنة ٦٢٢ هـ، وتسمى أيضا بدار الحديث الكاملية، انظر خطط المقريزى ٢/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>