للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجاز، وللوظيفة المذكورة أشهر يتنازع فيها الشيخ المذكور مع أولاد المتوفى ويساعد الأولاد المقرّ العلائى ابن خاص بك والأمير يشبك الجمالى المحتسب وعنبر المعينى ووقفوا للسلطان كم مرة، وآخر الأمر أن السلطان رسم له بالوظيفة وكتب له مرسوم شريف بالوظيفة، فعندما وصل إلى باب المدرسة الكاملية ليدرس بها - وقد استأذن جماعة من أعيان الفضلاء لذلك - قبض عليه اثنان من نقباء الأمير تمر الحاجب وقالا له: «كلم الأمير» فلما دخل أراد رأس نوبته ابن أزبك - عليه من الله ما يستحقه - أن يوقفه بين يديه من تحت المقعد فامتنع من ذاك وطلع فجلس بجانبه على الدكة، وذكر له القصة مفصلة، وأن القاضى كاتب السر استأذن له السلطان أن يدرس فى هذا اليوم فقال:

«المرسوم مرسوم السلطان لو أخذ امرأتى أعطاها لمن أراد قلت السمع والطاعة، ولكن حتى أشاور السلطان على ذلك»، فقام الشيخ شمس الدين ليتوجه إلى حال سبيله فعندما وصل إلى الباب عوّقوه وأجلسوه فى المسجد الذى فى زقاق بيت الأمير المذكور مرسما عليه، فاجتمع الناس لحضورهم مجلس التدريس فبلغهم ما اتفق فدخلوا إليه مسلّمين. والله المستعان.

وبلغ ذلك سيدنا العلامة الشيخ شمس الدين الأمشاطى (١) الحنفى فحضر إلى الأمير تمر وأعلمه بأن الشيخ شمس الدين (٢) من أهل العلم وخادم السنة، فعند ذلك اعتذر عما وقع وأنكر أنه أمر بالترسيم عليه وطلبه لحضرته.

وكان ولد سيدى الشيخ كمال الدين حضر وحضر صحبته جماعة من جهة البقاعى يساعدونه، منهم شخص من الذين يقرءون عليه يعرف بالقلقيلى (٣)


(١) السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ١٠٠٤.
(٢) المقصود بذلك السخاوى.
(٣) ويعرف بمحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح القلقيلى، انظر ترجمته فى الضوء اللامع ٧/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>