للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- مشهور بما لا ينبغى ذكره - وشخص من طلبة العلم وهو شاهد يعرف «بابن روق» صاحب حدة زائدة وأخلاق شرسة وإذا غضب لا يطاق، فلما حضر الشيخ شمس الدين [السخاوى] ليجلس فوق القلقيلى حمله (١) وأراد رميه مع أن القلقيلى من أهل الفضل والذكاء وعنده أن الشيخ شمس الدين ما يفهم عنه، فما وسع (٢) الحاجب إلا أن أجلسه إلى جانبه الآخر وصاروا فرقتين: فرقة من جانب الشيخ شمس الدين، وفرقة من جانب ابن الشيخ كمال الدين، وكل منهم يتكلم بما يريد، وقاموا على أن الأمير - غد تاريخه - يشاور السلطان ومهما رسم به فعل، فالله يلهم السلطان الحق بينهم، آمين.

يوم الجمعة خامسه الموافق له من أيام الشهور القبطية أول بشنس لبس السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - القماش البياض البعلبكى المعد لبسه للصيف، وكان لبسه فى هذه السنة زائدا أى سابقا على العادة سبعة أيام مخالفا للبسه الصوف فى هذه السنة فإنه أخّره أياما أكثر من تقدم الأبيض.

وفيه توجه الأمير شرف الدين ابن غريب - وهو المتكلم فى الوزر عن المقر الأشرف الدوادار الكبير وكذا فى الأستادارية - وصحبته الأمير جانم دوادار المقر الأشرف المذكور إلى الوجه القبلى لمساحة البلاد وقبضها، فأقاما ببر الجيزية إلى يوم الاثنين ثامنه ليحضروا إليه (٣) المماليك السلطانية، وهما فى ضخامة ومهابة وشهامة وأمثال ذلك، والله الولى والمالك.


(١) فى الاصل «فحمله».
(٢) فى الأصل «فما ساع».
(٣) أى إلى ابن غريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>