للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الخميس حادى عشره وصلت كتب [الحجاج] العقبة وأخبروا بوصولهم إليها قبل رأس الشهر بليلة، وأن الرخاء معهم وتأخر حضوره عن كل سنة، وأن الفول وصل ثلاث ويبات بدينار، وأن الزبيب والإقامات التى حضروا بها من غزة شئ كثير، حتى أبيع الربع الزبيب بدرهم شامى قيمته ستة دراهم فلوسا، وقيل إن فى الركب الأول رائحة موت فى الجمال.

ووصل ساع من البلاد الشامية، ولم يعرف من خبره سوى أن المقر الشرفى الأنصارى طيب بخير وعافية، وأن عظيم الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى السيفى أمير دوادار كبير خلع عليه، ولله الحمد.

وكذا وصل من عند الأمير شرف الدين بن غريب مقدم الدولة المدعو «نجا» الذى كان ضربه وأهانه وبهدله وكتب عليه مالا وأخذه صحبته إلى البلاد القبلية، فشكت زوجته ذلك لحريم السلطان فإنها من جهتهن (١)، فرسم السلطان للمقر الأشرف العالى الزينى رئيس الدنيا ابن مزهر أن يكتب له مرسوم شريف بإحضار نجا، فطلب وجهز - كما ذكرنا - للأبواب الشريفة، وأرسل عليه شواهد بما يختاره، وصعد للسلطان وطلع معه من يتكلم عن ابن غريب فى غيبته، وآخر الأمر خلع السلطان على «عبد العال» الذى قرره ابن غريب مقدم الدولة عوضا عن نجا على عادته، وشق المدينة بكاملية سمور والتزم بالسداد عنه فى غيبته.

وفى هذا اليوم الذى هو الثالث عشر منه برز الأمر الشريف بتسمير ستة نفر من المفسدين من أعمال القليوبية المعروفين بفضل وأن يوسطوا بقليوب، فأشهروا على الجمال بين يدى الأمير يشبك من حيدر صاحب الشرطة، وذكر


(١) فى الأصل «جهتهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>