عنهم أفعالا قبيحة، منها أنهم قتلوا رجلا لأخذ ماله بقليوب وحرقوة بمستوقد الحمام وأمثال ذلك من التهجم والقتل وقطع الطريق، وذاك ذنب عقابه فيه. ووسطوا بقليوب أو قربها وعلّقت جثثهم ليرتدع أمثالهم عن هذه الأفعال المنكرة. رب سلم.
يوم الخامس عشره فرقت الجامكية على المماليك السلطانية بين يدى السلطان بالحوش من قلعة الجبل، وصار من له جامكية ويريد قبضها يعطى له قوس يجذبه فإن جذبه فهو قابض، وإن عجز عنه فهو مقطوع من الشهر الذى بعده ويقبض جامكية هذا الشهر، فإن شفع فيه لشيخوخته أو ضعفه فيكون بحكم النصف، والله أسأل أن ينصر السلطان ويعطفه على الفقهاء والفقراء والأرامل والأيتام، فإن صدقاته جمة ومحاسنه مهمة.
يوم الاثنين ثانى عشريه ركب السلطان من قلعة الجبل وأظهر أنه متوجه إلى جهة الخانكاه، ثم عطف من الجبل وسار إلى أن وصل إلى حلوان وتوجه إلى طرا ووصل إلى مصر القديمة وبولاق واستمر على طوق البحر إلى المنية وشبرا، فصعد من الجبل واستمر إلى أن وصل إلى القلعة، فوقف له جماعة يشكون من الحراقة التى بقليوب أن المتكلمين عليها يقبضون المسافرين من الفقهاء والفقراء ويستعملونهم ويضربونهم، فرسم نصره الله بشنق من يفعل ذلك.
واستمر السلطان - نصره الله - يلعب الكرة مع الأمراء، وتأخر من لعبه بالكرة فى هذه السنة موكب واحد.
ولما مر السلطان من بولاق سأل عن بيت رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله على المسلمين، فلما بلغه (١) ذلك أصبح من الغد فجهز