للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الخميس ثامنه خلع على شرف الدين موسى بن كاتب غريب المحضر من الوجه القبلى من المساحة واستمر متحدثا فى الأستادارية والوزارة على عادته عوضا عن عظيم الدنيا الداوادار الكبير المسافر للبلاد الشامية، بلغه الله الأمنية، وكان له زفة هائلة وأوقدوا له الشموع حتى وصل لداره.

وأما غير ذلك من أخبار البلد فإن أهلها زينوا جميع الحوانيت والأزقة والدور وصنعوا هيئة شخوص شبه شاه سوار وإخوته. وهذه بشارة خير إن شاء الله.

ووصلت كتب من حلب فى هذه الأيام تخبر أن عظيم الدنيا وباش العسكر المنصور الأمير يشبك من مهدى الدوادار الكبير حل ركابه بها فى ثالث عشر ذى الحجة سنة خمس وسبعين وثمانى مائة فى أبهة وافرة وحشمة باهرة وحرمة زائدة ومهابة وكلمة نافذة وصولة عظيمة وعسكر عظيم فى خدمته يزيد على ما توجه صحبته من القاهرة مثله. وذكر أنه فى أول هذه السنة يتوجه للعدو المخذول شاه سوار. واستمرت حوانيت مصر وشوارعها وأزقتها مزينة بأنواع الحلل الفاخرة من البشاخين العنبر والحرير الكنخا والمخمل والنخ والمخيش والوقيد الذى لم يسبق إليه، بحيث لم نعهد أن وقع نظير ما ذكر فى عصر من الأعصار ولا دهر من الدهور، ولا فى محمل ولا فى حضور قاصد تمرلنك ولا فى عود سلطان من السفر بمثل هذه الزينة والوقيد الذى بسائر المدينة حتى خرجت البنت من خدرها، لكن ترتب على هذا من المفاسد مالا يحصى ولا يحصر من شرب الخمور وتهتك النساء مع الرجال مع الصبيان وانهماك العوام والأكابر والأواسط على استمرارهم فى ذلك بحيث أنه لم يقع له أمر مثل هذا سيما عدم تعرض المماليك السلطانية لأحد من الخلق ببنت شفة.

[فى] يوم الجمعة تاسعه نودى فى البلد بالمدراء بوفاة قاضى القضاة برهان الدين ابراهيم بن قاضى القضاة شمس الدين أخى قاضى القضاة سعد الدين الحنفى

<<  <  ج: ص:  >  >>