للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ المؤيدية ومدرسة مزدادة، فنوجه القضاة ومشايخ الإسلام إلى المؤيدية ومشى الغالب فى جنازته، وركب السلطان - نصره الله - حتى صلى عليه بمصلى المؤمنى، وصلى عليه إماما قاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى الشافعى على خلاف العادة، وشكر عظيم الدولة المقر الزينى ابن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين بين يدى السلطان صاحب الترجمة بحضور قضاة القضاة ومشايخ الإسلام ووصفه بالعفة والديانة والنظر السديد فى الأمور سيما فى أوقاف الحرمين والحنفية. وتكلم الشيخ زكريا الشافعى مع السلطان فى هذا المجلس بالوصية على ولده وأن لا يخرج عنه شئ من تعلقات أبيه، كل ذلك والسلطان ساكت.

لكن بلغنى أن الأمير جانم والأمير تغرى بردى دوادار المقر الأشرف العالى السيفى يشبك من مهدى الدوادار وخازنداره ذكروا لرئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله على المسلمين أن الأمير الدوادار الكبير - حفظه الله - أوصاهم أن مشيخة المؤيدية بعد القاضى برهان الدين الديرى تكون للشيخ فلان وأن مزدادة تكون للشيخ شمس الدين الأمشاطى، وأخذ خط الأمير تغرى بردى الخازندار وخط المقر الزينى ابن مزهر حفظه الله بذلك، وقرر الحال أن المؤيدية يكون أمرها للمقام الشريف - نصره الله - يوليها لمن يختار. وأشيع أن السلطان - نصره الله - سأل بالمؤيدية الشيخ قاسم الحنفى فامتنع من ذلك وقال الشيخ قاسم الحنفى أحق منى وأعلم. وكتب ولده محمود توقيعا بتعلقات والده كالجوالى وغيرها وهو يسعى فى الوظيفتين المتقدم ذكرهما، ووقف (١) للسلطان بسببهما كلام فج غث.

ليلة الأحد حادى عشره ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى شيبين وصحبه المقر الأشرف الأتابك أزبك وبقية الأمراء والخاصكية والأعيان.


(١) هكذا فى الأصل ولعلها «ووقع» أو «ووصل».

<<  <  ج: ص:  >  >>