للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوجه الثقل مع (١) الأمير أزدمر - أمير منزل - ومع مهاترة الفراشين من الليل فبينما السلطان يساير ركابه الأمراء وإلى جانبه الأمير الكبير، وثب فرس السلطان على فرس الأمير الكبير فشبت به والفرس قوى الظهر شرير جدا، فاتفق أن عمامة الأمير الكبير سقطت من رأسه فالتفت ليأخذها فضرب فرسه فجاءت فى ساق السلطان فتجلد لها وكتمها، ثم إن الأمير تمر حاجب الحجاب نزل عن الفرس الذى هو راكبه وتقدم إلى السلطان فكبّس رجله مكان الضربة، واستمر السلطان يكتم ذلك إلى أن وصل إلى شيبين قوى عليه الألم فطلبوا المجبرين والمزينين والمحفة، ورجع السلطان وبات بالتربة، وأصبح يوم الإثنين ثانى عشره فركب الفرس وطلع إلى القلعة إلى أن وصل البحرة بالحوش السلطانى [و] نزل فحمله على ظهره شخص من الخاصكية من إخوة الأمير تنبك قرا الدوادار الثانى ودخل به إلى البحرة، وكان الخبر وصل إلى القاهرة بما وقع للسلطان من الضربة التى جاءت فيه فارتج البلد وأصبحوا [وقد] هدّوا ما كان فى البلد وحوانيته وأزقته من الزينة والوقود وصاروا فى هرج ومرج، فبادر رئيس الدنيا المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى ناظر الإنشاء الشريف - بلغه الله سؤله، وحفظه وأدام وجوده - وأمر الأمير يشبك من حيدر متولى الحرب السعيد بحضور السلطان والأمراء أن ينادى فى البلد «بالأمان والاطمئنان وأن أحدا لا يهدم الزينة ولا الوقود، ومن هدم سأفعل به كيت وكيت» وأرسلوا فى البلاد الشامية وغيرها أن السلطان طيب بخير وسلامة، خوفا - والعياذ بالله - من الخلف بين الأمراء المسافرين، والحمد لله على اطمئنان المسلمين، وله الحمد على ما أولى وأنعم.

يوم الخميس خامس عشره أشهر النداء بالقاهرة أمام الوالى حسب المرسوم الشريف أن أحدا من النقباء والرؤس النوب لا يأخذ من السجان


(١) فى الأصل «يسايرون».

<<  <  ج: ص:  >  >>