للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمة فإنهم تأخروا بالينبوع زيادة عن العادة يومين لأجل عليق أمير الحاج حتى وصل إليه، وصار أمير المحمل يحثّ (١) أمير الأول فى السير فما وسع أمير المحمل إلا التوجه بالمحمل وداس الأول، وطلع أمير الأول للسلطان هو وأمير المماليك المجاورين بمكة يوم الجمعة ثالث عشريه فخلع عليهما على العادة، وخلع على أخى ناظر الجيش وعلى أمير المحمل صهره وعلى الخواجا ابن الزمن، وحضر أخو القاضى برهان الدين ابن ظهيرة المعزول عن قضاء مكة ونزل عند المحتسب وهو مترجّى العود لأخيه.

وفى هذه الأيام برز مرسوم قاضى الحنفية لنوابه يتضمن أنهم لا يحكمون إلا فى مجالسهم ولا يعزرون أحدا إذا وجب عليه تعزير إلا بالباب العالى، وكم يقع مثل هذا فى الوجود ولا اعتبار له فيه.

*** وفى العشر الأخير من شهر تاريخه وصل الخبر من البلاد الشامية أن قرقماس نائب ملطية خرج فى جحفل عظيم لقتال المخذول شاه سوار لأنه بلغه أنه فى فئة قليلة، ولقرقماس المذكور عادة بنهبه وأخذ أمتعته، وقيل إن تجار المماليك أخبروه عن شاه سوار وجماعته أنهم نهبوا ما معهم من مماليك وجوار وأنهم فى فئة يسيرة، فالتقى بهم وكسرهم كسرة شنيعة كما هى عادته وفروا منه فلحقهم فخرج عليهم عدة كمائن فقيل إنه أصيب فى عينه وتكاثروا عليه وصار يقاتلهم حتى قطعوا يد فرسه ورجله فسقط وأسر، ورسم للأمير إينال الحكيم باستقراره فى ملطية.

ووصل الخبر أيضا أن الأمير إينال الأشقر وقع له قتال مع جماعة شاه سوار وأنه كسرهم كسرة شنيعة بعد حروب طويلة وأنه جرح. فالله أعلم.


(١) فى الأصل «بيحث» وإدخال الباء على الفعل المضارع تعبير عامى.

<<  <  ج: ص:  >  >>