ذلك - أعنى به يشبك من مهدى مهد الله السعادة وبلغه من الخيرات ما أراد وحفظه - وأخبر أنه أخذ عنتاب بعد أن أقام عليها عشرة أيام وأنه خرج من حلب فى أول المحرم، وقيل إن القاصد الذى أخبر بذلك من [جهة] نائب قلعة حلب ومن ابن الصوة فخلع عليه، وأن قاصد الأمير الدوادار الكبير الشرفى الأنصارى وأنه تأخر حضوره بسبب توعك حصل له، وأخبر القاصد المحضر بأخذ عنتاب أن الأمير الدوادار حفر خندقا ورمى عليها (١) بالمكاحل والكفيات وغير ذلك، وهدموا منها برجا يسمى «برج الماء» فطلبوا الأمان فأرسل إليهم الأمير إينال الأشقر رأس نوبة النوب وقاضى العسكر ابن أجا ورجعا وصحبتهما قاصد من نائب القلعة، وصار الفاصد متحيرا وفى وجهه كلام، فقال له الأمير الدوادار حفظه الله:«فى وجهك كلام ماذا تريد؟» قال: «تحلف لى بالله العظيم أنك ما نشوش علىّ ولا [على] من بالقلعة والمدينة؟» فحلف له وعاد ورجع وصحبته المفاتيح، فسلمها لباش العسكر المنصور حفظه الله فأكرمهم وخيرهم بين أن يقيموا عنده ويعطيهم إمرة بحلب أو يتوجهوا إلى شاه سوار، فاختاروا الإقامة بحلب، فضافهم الأمير إينال الأشقر رأس نوبة النوب إليه وفرح المسلمون بذلك، وخلع على القاصد المخبر بذلك. وحضر بهذه البشارة من عظيم الدنيا الدوادار الكبير القاضى شرف الدين الأنصارى فإنه سأل فى ذلك فحصل له توعك فى أثناء الطريق فتأخر، وإذا حضر فى خير وعافية يتضاعف السرور والأفراح والخلع وأمثال ذلك، فلله الحمد آمين.
وفى الخميس سادس صفر خلع على أقارب سيدى الشيخ القدوة العارف بالله المعتقد أحمد الرفاعى عوضا عن الشيخ نجم الدين ابن الشيخ زين الدين