للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه الأيام تغيّظ السلطان على القاضى عز الدين بن العبسى ناظر الأحباس المبرورة، فرضى عليه بعد أن يقوم بألف دينار، ووقع بينه وبين الشيخ شمس الدين الجوجرى (١) الشافعى مخاصمة كعادتهما وترافعا عليه أنه قذف زوجته وأساء عليه وثبت ذاك عنده فأمر بحبسه ماشيا إلى البرج بالقلعة، فحبس فيه ثم أعيد إلى الدبلم (٢) ثم أفرج عنه.

واتفق أيضا أن قاسم الوزير المعزول - الذى ضمنه رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى حفظه الله لعظيم الدنيا الدوادار الكبير فى مبلغ جملته سبعة آلاف دينار وأنزله فى داره وهرب، ووزن المقر الزينى ما عليه لمن ضمنه له ولم يوف له بشئ - وقف للسلطان ورافع فى ابن غريب وقال إنه مثبت فى جهته للسلطان عشرون ألف دينار فلم يلتفت السلطان إليه لعلمه أن الأمير الدوادار الكبير حفظه الله من جهته، ثم إن ابن غريب أغرى السلطان عليه وذكر أن فى جهته للدولة الشريفة مالا، فرسم لنقيب الجيش بالترسيم عليه وأظهر قاسم فاقة زائدة، وأرسل يستعطى بالورق من المباشرين والأعيان، فأخبر نقيب الجيش السلطان بحاله فرسم بإيداعه فى الحديد بسجن الديلم.

يوم الجمعة ثامن عشريه ركب السلطان من البحرة إلى الجامع والأمراء ينتظرونه بباب الحريم، وصلى بالجامع وفرشت له الشقق المخمل الكفوى من باب الحريم إلى باب الجامع ونهب ذلك المماليك والغلمان، والله المستعان. واجتمع بحريم السلطان من المغانى والفرح والمدات ما يليق بهم، وفى الواقع فلله الحمد والشكر على عافية مولانا السلطان نصره الله.


(١) انظر الضوء اللامع ٨/ ٢٩٥.
(٢) أى سجن الديلم، انظر خطط المقريزى ٢/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>