للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير آخور وأزبك ناظر الخاص ويشبك من حيدر الوالى والزردكاش وكان له يوم مشهود، وفعل ما أمر به وخلع على من له عادة ثم عاد لحضرة مولانا السلطان - نصره الله - فخلع عليه وشرب مشروبا وعاد إلى داره فى غاية العزة والضخامة، ولله الحمد على ذلك، إنه الولى والمالك.

وتوفى الشيخ الصالح المعتقد الربانى شهاب الدين أحمد بن مظفر (١)، وكان كما ذكر شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر - رحمهما الله - هو ووالده من الصلحاء الدينبين وله كلمات حسنة سهلة لطيفة وأدعية نافعة [وكان] ملازما للتلاوة سريع الدمعة وهيئته جميلة وزهارته ظاهرة، اتفقت وفاته فى يوم السبت المبارك الثانى والعشرين من شهر صفر الأغر سنة تاريخه أى ست وسبعين وثمانى مائة، وحضر جنازته جماعة من الفضلاء والعلماء والصلحاء والفقراء ومنهم شيخنا الشيخ أمين الدين الأقصرائى وصلى عليه بباب النصر، وكان له مشهد عظيم مع الثناء الجميل.

يوم الثلاثاء خامس عشريه رسم السلطان - نصره الله - بتسمير فلاحى الأتابك أزبك الذين قبض عليهم قبل تاريخه موسى بن عمران وتوسيطهم وهم من بنى سعد وحرام، فوسطوا خمسة عشر منهم بباب النصر وأربعة بقنطرة الحاجب، وأراح الله البلاد والعباد منهم، ولما بلغ بنى سعد وحرام توسيطهم ركبوا وأغاروا وانتهبوا عدة قرى وبلاد فبلغ السلطان نصره الله ذلك فرسم للأمير تمر حاجب الحجاب أن يتوجه من وقته بمماليكه وأعوانه ليكبس عليهم فخرج فى ليلة الأربعاء المسفرة عن سادس عشرى شهر تاريخه. والذين وسطوا فيهم صبى أمرد دون البلوغ، وسألوا فى الإعفاء عنه فما أجيبوا.


(١) أورد له الضوء اللامع ٢/ ٣٢٢ ترجمة، غير أنه يجب أخذ السنوات بشئ من الحذر لما وقع فيها من الاضطراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>