للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان بينه وبينه نفرة وحشة فزالت ولله الحمد، وما خاب من دعى له و [من] لوحظ من الفقراء والصالحين.

وتقدم قبل هذا عقد مجلس بين يدى السلطان - نصره الله - بقضاة القضاة بسبب أن القاضى برهان الدين ابن ظهيرة المعزول عن قضاء مكة المشرفة ثبت عليه وقف يتعلق بشخص بعرف بابن الفاكهانى قاضى المدينة الشريفة ثم رجع عنه لما قام عنده فى ذلك، وحضر المجلس أبو البركات - أخو القاضى برهان الدين المذكور - فقال السلطان: «يا مولانا: لا تسمع فينا كلام المتعصبين» فبادر السلطان - نصره الله - ولعن من يتعصب عليه.

ثم إن أبا البركات المذكور سبق لسانه وقال يكون بريئا عن دين الإسلام إن كان أخوه فعل ذلك لأجل غرض فإنهم نسبوه إنه ما فعل ذلك إلا كون ابن الفاكهانى من أصحاب الخواجا ابن الزمن، فرسم السلطان - أدام الله دولته وثبت قواعدها - بكتابة مراسيم شريفة إلى مكة المحروسة وأن يذكروا صورة الحال، ثم بطل ذلك بغيره.

*** يوم الجمعة الحادى والعشرين من شهر صفر الأغر الميمون الموافق له من أيام الشهور القبطية سادس عشر مسرى (١) القبطى بعد أن توقف ثلاثة أيام وهو يزيد كل يوم إصبعا وإصبعين وأصبعا، وحصل الخير بمعونة الله سبحانه، ورسم السلطان للمقر الأشرف الكريم العالى المولوى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ - عز نصره - أن يتوجه إلى المقياس على العادة ويفتح فم الخليج فركب فى مماليكه وخجداشيته وأعوانه وخدمه، وصحبته من الأمراء سنباى


(١) يطابق هذا ما ورد فى التوفيقات الإلهامية، ص ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>