وفى هذه الأيام كثرت الشكاوى فى ابن غريب المتكلم فى الوزر والأستادارية من ظلمه وجوره وهدده السلطان وأوعده، وما صعد أحد إلى السلطان يشكو من كبير ولا صغير ولا جندى ولا أمير ولا غيره إلا وبنصفه بالقول والفعل. فنصره الله.
يوم الأحد سادس عشره وصل هجان من عند الأمير الدوادار الكبير سهل الله عليه كل عسير، وهو الذى كان وجهه السلطان لما حصل له الضربة فى ساقه من فرس الأتابك أزبك من ططخ، [يخبر] أنه طيب بخير وعافية وسلامة وهو لا بس خلعة، وأخبر بسلامة العسكر وأن عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله أرسل ابن رمضان وصحبته جماعة من العسكر السلطانى فأخذوا مدينة طرسوس وأدنة بعد أن تقاتلوا مع من فيهما وقتل من الفريقين، وقتل من العسكر شخص من أقارب السلطان يعرف بالأبلق. والمرجو من كرم الله تعالى الظفر بالعدو المخذول إن شاء الله تعالى.
ووقعت بطاقة المقر الأشرف الأنصارى من قطيا فى سادس عشره وهرع الناس لملاقاته والسلام عليه. وحضر فى يوم الثلاثاء ثامن عشره وصعد بين يدى السلطان وقبّل الأرض وقرئت مطالعات عظيم الدنيا الدوادار الكبير رده الله على المسلمين ردا جميلا بعد قضاء مأربه وخلع عليه كاملية سمور بطرز زركش، وركب فى خدمته أعيان الناس كقاضى القضاة محب الدين ابن الشحنة الحنفى والقاضى تاج الدين عبد الله بن المقسى ناظر الخواص الشريفة، والشيخ الإمام برهان الدين الكركى الإمام، وشرف الدين ابن غريب المتكلم فى الوزارة والأستادارية والقاضى عبد الكريم بن جلود كاتب المماليك وأمثالهم، وحضر إليه بعد ذلك بقية المباشرين والأعيان فكان له يوم مشهود وهنأه أحبابه وأصحابه بعوده، ورضى الأمير الدوادار عنه وذلك على خلاف القياس فإنه