للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأظهر الفساد وشاع صيته بأنه غاية فى قتل النفس وأخذ الأموال، وعجز عن تحصيله مشايخ العرب والكشاف وهو من فلاحى المقر الأتابكى، فرسم السلطان بسفره والقبض عليه فقبض عليه وعلى شخص من مقولته يعرف بأبى طاجن وعدة من المفسدين نحو ثلاثين رجلا فسمرهم وأرسلهم لبين يدى السلطان صحبة الأمير تمر المذكور، ثم حضر المقر الأشرف الأتابكى إلى منزله فى جحفل عظيم وهرتك جسيم من مماليكه وخجداشيته وأعوانه والشطفة على رأسه وحوله النفطية والمشاة وعدة من المماليك السلطانية، فخلع عليه وعلى الأمير تمر المذكور وأرسل إليه المفسدين ليخلص أمواله منهم ويفعل بهم ما يراه.

وفى هذا اليوم - الذى هو الأربعاء ثانى عشره - ركب السلطان وتوجه إلى القرافة وقيل إلى طرا، وهرع لخدمته الأعيان والخدام حتى المغانى.

يوم الخميس ثالث عشره عرضوا على السلطان موسى بن عمران وجماعته فضرب بين يديه بالمقارع ضربا مبرحا، ورسم - نصره الله - بقطع يد اثنين من المشاة كانوا يرمون بالنشاب بين يديه وبتوسيط شيخ يسمى الجذيمى كان عنده برسم قتل المسلمين.

وفيه ركب السلطان وتوجه إلى الإيوان الذى أمر بعمارته بالقلعة عند باب النصر، ورسم لرئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله بالتحدث عليه فأعجبه وأمرهم بالنهضة والمبادرة إلى فراغه، ورسم لهم بصرف ما احتاجوا له من المال.

ورسم - نصره الله - بألف دينار تصرف فى عمارة جامع القلعة وأن يوسعوا مطهرته ويجروا له الماء، فجزاء الله خيرا دنيا وأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>