من حديد الأشرفى وصحبته أربعمائة مقاتل من جهة، وأرسل الأمير إينال الأشقر وصحبته ما ذكر مع خير بك، وتوجه كل أمير بجماعته من جهة، فالتقى الأمير خير بك بهم فقتل من أعيان السوارية (١) ثلاثين نفرا وقبض منهم على جماعة وهرب الباقون. وجرح من العسكر بعض جراحات سالمة، فأكرم السلطان القاصد وخلع عليه كاملية سمور، وخلع عليه بقية الأمراء الألوف كوامل فاجتمع له ثمانى كوامل، وأعطاه السلطان فوقانيا بطراز زركش ومائة دينار وفرسا عظيمة، ولله الحمد على ذلك.
يوم السبت سابعه طلع الوالى بثلاثة من الحرامية بين يدى السلطان فرسم بتوسيطهم فشفع فيهم الدوادار الثانى فقطعت أيديهم.
وفى هذه السنة كثر غرق الناس بالبحر والخلجان حتى النسوة، والأمر لله.
ووصل الخبر فى هذه الأيام أن شاه سوار ركب للصيد فساق فرسه فكبابه فانكسرت رقبة الفرس وانكسرت رجله اليسرى، فحمل إلى محل إقامته، وحصل ريح عاصف فانكسرت خيمته.
وفى هذه الأيام كثر النداء بالقاهرة على لسان متولى الحرب عن المقام الشريف - نصره الله - أن أحدا لا يشكو إليه حتى يقف لقضاة القضاة وللحكام فإن لم يخلص يصعد إليه، فإن القصص والشكاوى كثرت لديه على الأكابر والأصاغر حتى شكى عظيم الدنيا ابن مزهر الأنصارى حفظه الله شخص يسمى يوسف السمسار على ما بلغنى ممن أثق به فإنه احتال عليه من جهة عبد الرحمن بن الكويز وقبل حوالته وحاسب بالحوالة ابن