للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يحصون. وأمثال ذلك من محاسنه، واستمر الميمونى فى عياط وسباط وخفة وهو راكب على ظهر فرسه إلى أن وصل إلى باب الوزير فأمره القاضى بنزوله من ظهر فرسه تحت بيت الشيخ أمين الدين الأقصرائى، فأنزلوه ثم شفع فيه فأطلق.

ولعمرى هذا الميمونى عديم التدبير فإن كلا الفريقين غير راض عنه، وأسمعوه ما يكره، ثم أذكر فى جنونه أنه تقدم له واقعة سقناها قبل هذا من أشهر مع القاضى كاتب السر فى حكم حكمه ثم رجع عنه، وشكى إلى السلطان فدفعه إلى القاضى كاتب السر فسأله عن البينة لينظر فيهم فأجاب بجواب خشن، فأمر بإحضار العصى فشفع فيه الحاضرون فأمر به إلى السجن فتوجهوا به، ثم تدخلوا عليه حفظه الله حتى أطلقه، وأمثال ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وخرج وظائف قاضى القضاة عز الدين الحنبلى بعد بعد موته التى هى غير مضمونة لوظيفة القضاء لجماعة، فالأشرفية خرجت لابن الشيشينى، والشيخونية باسم السعدى، والمؤيدية باسم الشيخ جمال الدين يوسف بن قاضى القضاة محب الدين نصر الله البغدادى، وقبة جامع الصالح والأطلاب باسم ولد بنته، ووالده ابن هشام هو المتكلم عليه.

يوم الاربعاء تاسع عشريه ركب السلطان على عادته وتوجه إلى الخانكاه وقد قدمنا فى غير موضع من هذا الكتاب أن نحن لسنا بصدد ضبط ركوبه فإنه تزايد جدا.

وفيه (١) رأوا الهلال وقوسه أربع عشرة درجة وخمسا وأربعين دقيقة ونوره


(١) فى الأصل «تراوا ....... أربعة عشرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>