فى المصلحة»، فقال الشيخ أمين الدين مجيبا له:«هذه دورتكم» فقال له القاضى الحنفى: «والله وتالله وبالله ما هو صحيح منك، ولا لى فى هذا دورة ولا غرض» فأمّن الحاضرون على صدق مقالة القاضى، ثم التفت القاضى الحنفى له وقال:«هذه فتاوى بخطك إحداهما فيها جواز الإدخال والإخراج، والأخرى بخلافها» فأمره السلطان بقراءتهما فقرأهما القاضى الحنفى فاشتد الأمر، ثم سأل السلطان عن أهل المدرسة كم أخرج عنهم، فقيل له عشرة آلاف درهم فى كل سنة، وسأل عن الذى أوقفه السلطان: أهو على أهل المدرسة بعينهم أم على قوم غيرهم يحضرون؟ فقال:«بل عليهم وغالبهم لا يحضر»، وقال الجلالى:
«المتكلم على المدرسة يتكلم» فقال له السلطان: «أنت مرافع». وآخر ذلك رسم السلطان أن يشترى للمدرسة من ماله رزقا يعمل عشرة آلاف درهم فى كل سنة ويوفقه عليهم عوضا عن ما أخرجه ابن إينال لأولاده، فقال:«بل يكون ذلك لأولاد ابن إينال» فغضب السلطان من ذلك وقال: «أناما أحب تعصّب»، فقال القاضى الحنفى:«يعمل الذى قال السلطان ويعذروا ويحكم به ويلتزموا»، وانفض الأمر على ذلك ودعوا وانصرفوا، فسلم الشيخ محيى الدين أولا وانصرف، ثم سلم الجماعة كلهم حتى الجلالى؛ فلكمه السلطان فى رأسه وقال له:«أنت ما تخرج زكاة» وانصرفوا، فبينما هم فى أثناء الطريق وإذا بالعلاء الميمونى قام يتكلم بخباطه بين يدى القاضى الحنفى فقال له:«يا قليل الحيا، ما يكفيك ما فطت مع الشيخ محيى الدين فى مجلس السلطان؟» قال:
«فغيرى ما تكلم»، قال:«غيرك أقل أدبا منك، تنادى القاضى كاتب السر فى مجلس السلطان ليساعدك على الكافيجى؟».
*** يذكر عن الشيخ شمس الدين الشروانى العالم الراهد أنه من أربعين سنة رآى الكافيجى ببلاد الروم يقرئ «الكشاف» وحلقته فيها من العلماء خلق