ابن الأمير يشبك الفقيه والأمير فارس المحمدى الذى كان ولى الوزارة والقضاء، وحضر له قاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى إلى الخانكاه وبات عنده وحضر معه إلى بيت والده، فهرع الناس للسلام عليه ومنهم رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله والمقر الشرفى الأنصارى والمقر الكمالى ناظر الجيش وأخوه والمقر التاجى ابن المقصى ناظر الخاص والمقر الشرفى ابن غريب والأمير تنبك قرا الدوادار الثانى والأمير جانبك حبيب أمير آخور ثانى ومن يشابههم ويماثلهم، واستمر الناس يردون لهم أفواجا أفواجا، وتوجه لهم الشيخ محيى الدين الكافيجى وعمل مدة عظيمة وأكلنا منها، وتوجهنا.
يوم الاثنين خامسه صعد القاضى عبد البر بن الشحنة إلى السلطان وقبّل يديه فأكرمه وأرسل يسلم على والده ونزل إلى بيته وقد ركب معه بعض نواب الحنفية فى خدمته ولم يلبس خلعة وكان فى لبسه، إلى أن حضر إليهم رئيس الدنيا ابن مزهر للسلام عليهم وصحبته الشرفى الأنصارى وأراد الانصراف وقام القاضى ليسلم عليهم فأخبروه أن السلطان عزل الشريف الوفائى - الملقب «بدموع» - من الحكم والقضاء ولذلك أسباب منها أن الشيخ شمس الدين الأمشاطى الحنفى له مدة يسعى فى ذلك ووجد له فرصة، وقد تكلم الناس فيه وفى عبد البر قاطبة بما تمجه النفوس مما يصدر منها، وبلغ ذلك مولانا الإمام الأعظم نصره الله وأنه يتعاطى كذا وكذا، ومنها أن العلائى سيدى على بن خاص بك أعزه الله أخبروه عن الشريف أنهم وجدوا غلمانه وشهوده عند زوجة شخص من غلمانه وأخبروه أنه يجلس فى بين القصرين فى محل الحكم وهو غائب الذهن، فطلبه وهدده فيمكن (١) أنه أعلم السلطان به،
(١) آثرنا ضبطها بهذه الصورة لتتسق مع عبارة المؤلف شبه العامية.