ومنها أن العلاء الميمونى لما عزله القاضى الحنفى فى واقعة الشيخ أمين الدين والشيخ محيى الدين سعى عند الأكابر وأعيان الدولة إن السلطان يوليه فامتنع من ذلك وقال:«أستاذه يوليه» فتكلموا فى الشريف وأفعاله.
وأما قضيته مع الشيخ شمس الدين الأمشاطى فهو - أعنى الشريف - ظالم عليه لأن ابن زوجته توفى وكان شابا رجلا نائبا فى الحكم الحنفى ومجلسه بالصالحية، وقد أسف عليه فإنه كان عنده كولده وكذلك والدته فأخذ مجلسا بالصالحية وجلس بالإيوان وصار لا يحتشم معه ويتكلم مالا ينبغى، ثم أخذ له دكة عظيمة وضعها بدهليز الصالحية وصار يجتمع فيها بجماعة من شهوده وخدمه (١) وصبيانه وإذا مر عليه لا يقف له وقال له الشيخ: «هذه الدكة جلوسها بدعة فى هذا المكان لأن الواقف ما جعلها»، فأجابه:«وإن الواقف ما أمرك أن تجعل لك دككا داخل المدرسة» وتكلم الشيخ شمس الدين مع الأمير تنبك الدوادار فى أمره، وهذا ما وصل إلى علمى، مع أن الشريف المذكور كريم النفس وعنده ذكاء لكنه جميع ما يحصله يضيعه فى وقته وزيادة عليه، وعليه مرتبات لعبد البر وجماعته ولأجل هذا [فإن] عبد البر ما يعين الاستبدالات والأشغال الهائلة إلا عليه.
يوم الثلاثاء سادسه ركب السلطان بعد العشاء بخمسين درجة وتوجه لبركة الجب ورمى الرماية فتوجه معه الأمير الكبير وغيره من الأمراء الألوف، خلا أمير آخور فإنه مقيم بالاصطبل السلطانى، واصطاد السلطان ثلاث كراكى وبلشون ورجع فدخل القاهرة من باب النصر فى موكب عظيم جسيم هائل ملوكى بالقماش والشاش، والأمراء الألوف بكوامل سمور بمقالب سمور، والسلطان