للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصره الله راكب وبين يديه البزادرة والخيول الجنائب والطبر دارية والأوزان والشبابة السلطانية والجاويشية والوالى ونقيب الجيش والدوادار الثانى والأمراء العشرات والطبلخانات والمحتسب، والخاسكية مشاة فى الخدمة الشريفة من باب النصر إلى القلعة، وقدمت له عدة قصص فرسم بأخذهم (١) لينظر فألهمه الله العدل فى أقواله وأفعاله، وركب المباشرون وأرباب الدولة ورؤس النوب وغالب مماليكه المشتروات ومقدم المماليك ورأس نوبة النوبة الكبير، وكان له مهابة زائدة وأبهة عظيمة. وتصدق السلطان نصره الله بصدقات كثيرة، فنصره الله وأيد به الدين وخلد ملكه أبد الآبدين، آمين.

ومما لا يستغنى عنه وينبغى تدوينه ما أخبرنى به رفيقنا وصاحبنا القاضى محيى الدين البدماصى قاضى بولاق عن صهره الشيخ الإمام البرهان الكركى إمام مولانا السلطان أن الأتابكى أزبك من ططخ أخبره (٢) شخص من الصلحاء أن سوارا مقبوض عليه فى هذه الأشهر، وأنه انكسر وأن العسكر انتصر عليه، فاللهم حقق ذلك بمحمد وآله.

وفى هذه الأيام وصل قاصد سلطان الهند المسمى غياث الدين، وصاحب الهند هذا تولى عن السلطان خلج الدين وحضر صحبته بهدية سنية للخليفة والسلطان وكتب تتضمن الدعاء والمحبة ويريد تقليد الخليفة له ما وليه، فإن العادة إذا تسلطن سلطان بتلك البلاد يجهز هدية ويسأل أمير المؤمنين أن يرسل له خلعته ويوليه على عادة من تقدمه.

وفى ثامنه أو تاسعه وقف للسلطان تجار سوق الأخفاف وكانوا قدموا له قصة وهو طالع القلعة من الرماية مضمونها أن [١٤٢ ا] الوزير استجد عليهم


(١) هكذا فى الأصل وقد أبقينا الضمائر هنا على ما هى عليه.
(٢) فى الأصل «أخبره أن شخصا من الصلحاء أخبره أن سوار».

<<  <  ج: ص:  >  >>