مظلمة، وهو أنه كان عليهم فى كل شهر أربعمائة درهم فلوسا فصار يأخذها ثلاثة آلاف، فرسم السلطان نصره الله لابن غريب أن يجريهم على عادتهم، فتوجهوا إليه فما وافق لكنه جعلها ألف درهم وخمسمائة درهم، فوقفوا له ثالثا فأبطل مكس الأخفاف مطلقا، فالله ينصره ويحفظه ويخذل أعداءه، آمين.
يوم الاثنين ثانى عشره وقعت بطاقة من قطيا مضمونها أن قاصد الدوادار حضر ببشارة خير وفى أثرها حضر هجان المقر الأشرف العالى السيفى يشبك عظيم الدنيا أمير دوادار كبير وباش العسكر وعلى يده كتاب للسلطان، فأخذه الدوادار الثانى ودفعه لرئيس الدنيا ابن مزهر كاتب السر فقرأه على السلطان والدوادار يسمع فوجدوه يخبر بكل خير، وكانت قراءة الكتاب سرا فأمر السلطان - نصره الله - المقرّ الأشرف الكريم الزينى ابن مزهر بقراءته جهرا على العسكر فامتثل ذلك.
ومضمونه على ما خبرنى به من لفظه المقر الزينى المذكور حفظه الله على المسلمين بعد البسملة والدعاء والثناء «إنى أردت التوجه من المكان الذى أنا به إلى غيره فما وافقنى أحد من العسكر، فقلت أستخير الله وأستعين به وبنبيه وما أرجع عن طلبى، وسرت فتبعونى إلى أن وصلت بالقرب من نهر جيحون فجهزت المقر الأشرف الكريم العالى السيفى إينال الأشقر أمير رأس نوبة النوب وصحبته عدة من الأراء الشاميين وغيرهم من المشاة وهم بطبول وزمور وسلاح وشطفة ونفوط وما أشبه ذلك ليحاصروا ويقاتلوا من وجدوه، ثم أردفتهم بالأمير دولات باى سلاق وصحبته عدة من المماليك السلطانية والأمراء العشرات وصحبته طبلخاناة ونفط وزمور وشطفة، وتوجه من ذكر إلى أدنة ثم أعقبهم أيضا بالأمير جانم الزردكاش فى عدة من المماليك السلطانية والأمراء