من العشرات والطبلخانات وصحبته مكحلة صنعها بمدينة إياس، فلما رآى (١) أهل أدنة ما حل بهم أرسلوا يعلمون شاه سوار - خذله الله وأذله - وصار الباش المذكور - نصره الله يمدهم بغالب ما عنده من العسكر، وعند الأمير المذكور - وقاه الله كل محذور - كشافة يكشفون له خبر شاه سوار، فأعلموه أنه قريب من وطاقه وأنه فى عسكر يسير.
«فركب - نصره الله - فى عدد قليل ومشى هيا فلاح له عسكر شاه سوار عند نهر جيحون فبادر المماليك السلطانية للهجم عليهم والوقيعة فيهم فمنعهم من ذلك ورمى عليهم بالنشاب حتى رجعوا وأفهمهم أنه فر منهم خائفا فتبعوه واستمروا فى أثره حتى يتكامل العسكر وأقام بعضه وهو الكفيلى برقوق نائب الشام على ما قيل لى عند الوطاق والباقون فى خدمة الدوادار وتلاقوا مع عسكر سوار، فما كان إلا مقدار عشر درج - وللمبالغة - أو شربة ماء حتى انكسر عسكر شاه سوار وركب العسكر أقفيتهم فقتلوا منهم خمسمائة نفس وأسروا منهم ثلاثمائة نفر، وما صدهم عن قتلهم أجمع إلا دخول الليل، ومات من المماليك السلطانية إثنان وغرق واحد وجرح الأمير تمراز الشمسى أحد المقدمين الألوف بسهم فى رجله إلا أنها سالمة، وقاتلوا إخوة شاه سوار قتال الموت وبيضوا وجوههم وأخبروا أن الأمير الباش - عز نصره - أرسل خادع أخا شاه سوار حتى حضر إليه، فخلع عليه وأركبه فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش وأنعم عليه بخمسمائة دينار، وفعل بأخيه الآخر كذلك، وإنا نحن جهزنا هذه المكاتبة فى ليلة التاسع والعشرين من جمادى الأولى وغد ريخه ينظر فى بقية القتلى فى المعركة ويتتبع آثار العدو المخذول».
وذكر عظيم الدنيا - نصره الله - الذى هو الدوادار الكبير سهل الله