للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد زوجة القاضى صلاح الدين المذكور بغير إذن السلطان، فلا جزاه الله خيرا، وتوجهوا إلى منزله بحارة بهاء الدين وأرعبوه وذهبوا به إلى بيت نقيب الجيش وهم حوله، حتى إنه أراد التوجه لبيت المقر الأشرف الزينى ابن مزهر حفظه الله فما مكنوه، وبلغ ذلك المقر الزينى المذكور فطلبه وطلب زوجته وسألها ما سبب ذلك فادعت أنها استدانت له مائتى دينار وخمسين (١) دينارا، وأنها كلما طالبته بذلك يأسى (٢) عليها ولا يدفع لها شيئا، فرسم لهما أن يحضرا غدا تاريخه [١٤٣ ب] فى بيته ويحضر الشيخ جلال الدين ابن الأمامة ويقضى بينهما فى ذلك على الوجه الشرعى، فانظر إلى إهانة القضاة والعلماء والأصلاء، وانظر إلى النساء وكيدهن وانظر إلى حقارته ودناءة نفسه كيف أبقاها فى عصمته، ما ذاك إلا عدم عقل، فالله المستعان.

وفى يوم الأربعاء رابع عشره وقت الأذان ركب السلطان من قلعة الجبل وفى خدمته الأمراء الأكابر والأصاغر على العادة لرماية الغمّازة (٣) وببيت ليلة الخميس ويحضر فيه تقدمة ما جهز له من الأغنام والأوز والدجاج والحلوى والسكر والفواكه من المباشرين وأرباب الدولة.

وفى ليلة الخميس هذه التى هى الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثمانى مائة خسف جرم جميع القمر من بعد عشاء الآخرة بأربعين درجة وقيل ثلاثين واستمر نحوا من ثلاثين درجة وعملوا (٤) النسوة عادتهم القديمة القبيحة من ضربهم على الأوانى النحاس وهو محمر جميعه.


(١) فى الأصل «خمسون».
(٢) لفظ مصرى دارج بمعنى «بقسو».
(٣) هكذا مضبوطة فى الأصل.
(٤) هكذا جرت هذه العبارة فى الأصل

<<  <  ج: ص:  >  >>