للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذه [١٦٠ ب] الأيام طلب من قاضى القضاة الشافعى على لسان مولانا السلطان نصره الله برسالة الأمير يعقوب شاه المهمندار كتب الأوقاف التى تحت نظره، وما أدرى بما اتفق بعد ذلك. وكان تقدم أن السلطان أرسل للقاضى الشافعى قاصدا لأجل الفاكهى المكى يقول: «إما تعمل الشرع فى أمره وإلا».

وحضر السلطان البخارى فى العصر فى شعبان مرة واحدة فى خامس عشره.

وأما ركوب السلطان فقدمنا غير مرة أنه زاد على الحد حتى إنه لا يضبط.

يوم السبت حادى عشريه ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى الجيزة لخيوله وعزم عليه ابن برقع كبير عرب اليسار وصنع له مدّة عظيمة من أغنام ودجاج وغير ذلك، وبات عنده، وأصبح فتوجه إلى أوسيم لضيافة ابن شقير فلم يستطع للماء الذى فى الطريق، فرجع وعدى من أنبوبة ورسم للأمراء أن يرجعوا إلى أماكنهم، وتوجه وصحبته المقر الأتابك أزبك من ططخ والأمير الدوادار الثانى ونحو المائة وخمسين مملوكا من مماليكه ومقدم المماليك والوالى، ولم يتوجه المحتسب صحبته، وتوجه إلى العباسة فصنع له ابن شعبان الأمير بيبرس ضيافة عظيمة إلى الغاية والنهاية، واستمر مقيما بالعباسة إلى ما سيأتى ذكره.

وأمطرت السماء ليلة الأربعاء خامس عشريه مطرا متراسلا واستمر إلى ليلة الخميس التسبيح سادس عشريه فعمت البلاد وحصل بها نفع وبعض ضرر، فإن الزرع كان فيه ما هو محتاج وفيه غير محتاج، وانهدم من الأماكن والبيوت بسبب ذلك عدة، وامتلأت البلد بالطين والوحل ولم يعهد مثلها إلا نادرا، هذا كله والسلطان غائب. وأخبرنى بعض من كان مع السلطان أن

<<  <  ج: ص:  >  >>