للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقع بين الأمير الدوادار وبين نائب الشام واستمر الأمير الدوادار نصره الله مغضبا نحو العشرة أيام ثم حضرا واصطلحا، وكان سبب الصلح بينهم الأمير تمراز الشمسى والأمير برسباى المحمدى المشهور بقرا. هذا ما وصل إلىّ خبره والعمدة على الناقل.

وفى يوم الثلاثاء سابع عشره عرض السلطان نصره الله المسجونين الذين بسجن الجرائم والذين بسجن الشرع، فأطلق من سجن الجرائم فى يوم تاريخه وفى اليوم الذى بعده نحوا من أربعين نفرا، منهم شخص يسمى محمد العنبرى له نحو ثلاثين سنة بالسجن، وشرط عليهم أن من وقع منهم شنقه السلطان، والعجيب أنه فى ثانى يوم إطلاقهم قبض الوالى على شخص منهم فضربه بالمقارع.

وأما المسجونون بسجن الشرع فلم يطلق منهم أحدا غير أنه رسم أن تعمل مصالحهم. ومن جملة المسجونين بالشرع رجل سجنته زوجته ولها فى صحبته عدة سنين، فشكى للسلطان حاله فرسم بعمل مصلحته فأطلقه وأطلق جماعة من الفلاحين.

ووقع فى هذه الأيام أن القاضى ولى الدين الأسيوطى قاضى القضاة الشافعية أبطل حكم قاضى القضاة برهان الدين ابن ظهيرة قاضى مكة المعزول الذى رجع فيه عن حكم الوقف لابن الفاكهانى، وقاسى القاضى الشافعى الولى الأسيوطى من الفاكهانى إساءة عظيمة من خشن عبارة، وتكلم معه فى العلم بكلام متع (١).


(١) متع: بكسر الميم والتاء وسكون العين لفظ مصرى دارج بمعنى «قوى».

<<  <  ج: ص:  >  >>