للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها وصيره مقام ناظر الدولة، ولقد زاد منصب الوزارة بهذا الذى وليه رتبة سنية وسعدا مستمرا فإنه أهل السعادة وزيادة، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى فى تاريخه «وهذا شئ لم يقع فى سالف الأعصار، من أن الدوادار الكبير يكون وزيرا» انتهى.

وفى الحال شمر قاسم جغيته ساعده فى قطع رواتب العسكر والأجناد ممن له زيادة على عادته، وكلهم معهم زيادة، وأما المتعممون فشنع فيهم وقطع ما بإسمهم وليتهم سلموا من المطالبة بما تناولوا قديما، ووقع الترسيم على جماعات منهم وألزموا بأموال جمة، وهرب خلق كثير من أولاد الناس والخدام وغيرهم، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى فى تاريخه «على أنه وإن كان شنع فى أمورهم ففى الوافع ليس بظالم عليهم، فإنه ظهر لبعضهم فى اليوم من اللحم ما يزيد على الثلاثين رطلا وأكثر وأقل، فلما رآى الناس ذلك صار العاذل عاذرا، واستمر الحال على ذلك أياما كثيرة والناس منه فى وجل وخوف من تناول المرتبات الكثيرة، أما من قنع وعف وكف عن ذلك فهو فى أمان من الدوادار وغيره» انتهى كلامه.

قلت: أقسم بالله لوقدّر أن يرتب للجمال المذكور فى راتب اللحم والجامكية والعليق زيادة على ما بيده المرتين والثلاثة لقبل ذلك من السلام، لكنه لم يصل إلى ذلك.

وفى هذا اليوم سافر الأتابك أزبك من ططخ [الأشرفى] (١) بالأمر السلطانى إلى البحيرة لدفع المفسدين من العربان عنها وعمل مصالح الرعية والفلاحين والمزارعين.


(١) الإضافة من السخاوى: الضوء اللامع ٢/ ٨٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>