للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف دينار، ولم يزل يضرب إلى أن أذعن لوزنها، فحمل (١) لطبقة الخزندار محتفظا به كما كان ليقوم بذلك، والله المستعان.

وأصبح يوم الأحد رابع عشره ولم يعرض [السلطان] أحدا من المماليك السلطانية، ونودى فيه بالعرض من الغد.

وفيه - أى فى الأحد - تمت نفقة أولاد الناس، وتأخر جماعات من الفقهاء والمتعممين والأيتام والموقعين والحوائجية والأطباء، ثم أنفق (٢) عليهم بعد مشقة زائدة.

وفى الاثنين خامس عشره عرض السلطان المماليك السلطانية، وكتب منهم جماعات.

وفيه خلع على عظيم الدولة ومشيرها ومدبرها وصاحب حلها وعقدها الفحل بل الأسد المعظم المفخم نظام المملكة يشبك من مهدى الدوادار الكبير - عز نصره - أطلسين ومتمرا وفوقانيا بوجهين بطراز زركش عظيم كخلعة الأتابكية بالديار المصرية، واستقر فى الوزارة عوضا عن الحاج محمد الأهناسى بحكم القبض عليه ومصادرته وعزله لعجزه وخموله وظلمه وخسفه ورقاعته، ولاذا بذاك ولا عتب على الزمن، وتوجه (٣) لمنزله فى موكب جسيم جليل، وحين جلوسه طلب قاسم جغيته المعزول عن الوزر قبل تاريخه وأمره بالتحدث على الوزر فإنه عرّف الأمير الدوادار - نصره الله - أنه يوفرمن مرتبات أولاد الناس والمتعممين والأيتام وغيرهم فى كل يوم كذا وكذا قنطارا من اللحم ولا زال يسأله فى ذلك ويلح عليه ويترامى على رجليه حتى وليها، وفوض له الكلام


(١) يقصد بذلك ابن الصابونى.
(٢) فى الأصل «نفق» وهو لفظ دأب المؤلف على استعماله يريد به ما أثبتناه بالمتن.
(٣) المقصود بذلك يشبك بن مهدى الدوادار الكبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>