للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمثال (١): إمرة مائة وتقدمه ألف بالديار المصرية، وكذلك على الأمير قان بردى (٢) الإينالى بالشرح (٣)، وكلا التقدمتين عن الأمراء المقتولين فى تجريدة شاه سوار وغيرها.

وفى يوم السبت ثالث عشره فرّق السلطان - نصره الله - الجامكية أيضا على أولاد الناس المنزلين بديوان المماليك السلطانية على الحكم الذى قدّمناه من جذب القوس وتقرير المال إن لم يقدر على جذبه، فلم ينفق للمتعممين فى أول النفقة ثم صرف لهم عند آخرها؛ وأما أولاد الناس فمنهم من وزن المائة دينار ليقوموا عنه ببديل واستمر على جامكيته؛ ومنهم من ترك الجامكية ولم يوزن شيئا وهو الفقير الذى لا يملك القوت بل كانت الجامكية قوته؛ ومنهم من وزن وترك، والطامة الكبرى والمصيبة العظمى عليهم أيضا أن كل من كان باسمه زيادة عن ذلك يحضر بين يدى عظيم الدولة ومشيرها ومدبرها المقر الأشرف الكريم العالى يشبك من مهدى أمير دوادار كبير وما مع ذلك - عز نصره - ليحاسب عليه أو يعمل المصلحة.

وفى هذا اليوم أيضا نودى فى البلد وشوارعها حسب المرسوم الشريف لجميع المماليك السلطانية بالعرض بين يديه ليعين السلطان من اختار منهم لتجريدة شاه سوار.

وفيه غضب السلطان واحتد على قاضى قضاة دمشق العلاء بن الصابونى وضربه بين يديه بقاعة الدهيشة (٤) لعدم وزنه المال الذى طلب منه وهو مائة


(١) المثال هو أوراق تكتب للشخص بمنحه إقطاعا أو وظيفة سامية، وكان خروجه فى الأصل من ديوان الجيش، انظر القلقشندى: صبح الأعشى ١٣/ ١٥٣.
(٢) راجع فيما بعد ص ٢٥ حاشية رقم ٣.
(٣) أى على مثال ما أنعم به على سابقه.
(٤) هى قاعة ضخمة أنشأها السلطان الملك الصالح اسماعيل ملاصقة للدور السلطانية بالقاهرة، انظر فى ذلك المقريزى: الخطط ٢/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>