للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطانى فوق الدكة على العادة، وفرق الجامكية على أولاد الناس من المماليك السلطانية بعد أن أحضر السلطان بحانبه ثلاثة أقواس متفاوتة (١) فى القوة، أى أحدها أقوى من الآخر، والآخر دونه، والآخر دونه. وصار كل من استدعوا اسمه من أولاد الناس المنزلين عنده بديوان المماليك السلطانية لقبض جامكيته - قبل أن يقبضها - ينادى به السلطان ويناوله قوسا من الثلاثة، فإن جذبه كتبه فى الحال إلى تجريدة شاه سوار، وإن لم يجذبه أمره بحمل مائة دينار للخزائن الشريفة ليقوم بها عنه بديلا للتجريدة (٢)، ولكن هذا إذا كانت جامكيته ألفى درهم؛ فإن كانت ألف درهم فعليه خمسون دينارا؛ وإن كانت دون الألف فلا يوزن شيئا ويقبض جامكيته ويتوجه لحال سبيله؛ وإن كانت جامكيته ألفا وخمسمائة فعليه خمسة وسبعون دينارا، وقس على هذا ما شئت.

فلما رأوا ذلك حصل عندهم مشقة زايدة، وطلبوا رمى الجوامك ليخلصوا من تبعة المائة دينار، فإن غالبهم ما يملك عشاءه ولا فرسا يركبه ولا بدلة يلبسها ثانية غير ما هو لابسه إن لم يكن استعاره؛ ورمى بعضهم جامكيته فلم يقبلوا منه ذلك، والله الحاكم والمالك.

***

وفيه عمل السلطان - نصره الله - المولد الشريف السلطانى النبوى على من هو منسوب له أفضل الصلاة والسلام - بالحوش السلطانى من قلعة الجبل على على العادة فى كل سنة، وكان مولدا عظيما إلى الغاية، وسماطا ملوكيا، وعظمة زائدة.

وفيه أنعم السلطان على الأمير برقوق الناصرى (٣) - شاد الشراب خاناه -


(١) فى الأصل «متفاوتين».
(٢) راجع ابن اياس: بدائع الزهور ٣/ ٢٠.
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٨٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>